Wednesday, November 5, 2008

الجبهة الإسلامية القومية بالسودان


الجبهة الإسلامية القومية: حركة إسلامية انبثقت من حركة الإخوان المسلمين، واستقطبت بعض القوى الإسلامية في السودان لتكوين جبهة واحدة ضد الأحزاب الأخرى، ثم بدأت تنحو منحاً بعيداً نسبيًّا عن منهج الإخوان المسلمين.


التأسيس وأبرز الشخصيات:


• مؤسس هذه الحركة هو الدكتور حسن عبد الله الترابي، من مواليد قرية ود الترابي بمقاطعة الجزيرة بالسودان عام 1932م. تلقى من والده علوم العربية والفقه، وأصول الأحكام وفقه المذاهب وعلوم القرآن والتفسير وقد حفظ القرآن ببضع قراءات.


ـ عمل محاضراً ثم عميداً لكلية القانون بجامعة الخرطوم، ثم نائباً عاماً ثم وزيراً للعدل، وأخيراً رئيساً للبرلمان السوداني.


ـ يتكلم ويكتب الإنجليزية والفرنسية ويقرأ الألمانية.


ـ قاد الحركة الإسلامية في السودان منذ الستينات كمراقب عام للإخوان المسلمين.


ـ اختير كأمين عام لجبهة الميثاق الإسلامي 1964م ـ 1969م والجبهة الإسلامية القومية 1985 ـ 1989م.


ـ تعرض في مجال العمل الإسلامي للحبس التحفظي لفترات تجاوزت السبع سنوات.


ـ نشرت له عدة مؤلفات في قضايا الدين والعبادة، والمرأة والمجتمع، والتجديد والدستور والحكم، وقضايا إسلامية وسياسية شتى.


للدكتور الترابي عدد من الآراء التي خالف فيها أحكام الإسلام وكانت سبباً في كثير من النقد الموجه له خاصة، ولأفكار الجبهة بصفة عامة.


تطور الحركة:


يرى أنصار الجبهة أنها أخذت عدة مراحل أو عهود حتى ظهرت بالشكل التالي ويمكن تلخيص أهم هذه العهود كالتالي:


• عهد التكوين: امتد هذا العهد منذ عام 1949م، وحتى عام 1955م، حيث تأسست رسميًّا بمؤتمر جامع عام 1954م، وكان كل اعتمادها على حركة الإخوان المسلمين بمصر في الثقافة والتنظيم والبناء الفردي والجماعي.




• عهد الظهور الأول: ويمتد من عام 1956م حتى عام 1959م، وهو عهد ما بعد الاستقلال في السودان، وفي هذا العهد ظهرت الدعوة لأول مرة بالصحف والخطب، وبرز الدعاة، وكانت القضية الأولى التي شغلت الحركة في هذا العهد هي قضية الدستور الإسلامي.


• عهد الكمون الأول: ويمتد من عام 1959م، وحتى 1964م. وهي فترة سلطة الفريق عبّود وزمرته العسكرية: وقد تخرجت في هذا العهد قيادات إسلامية كثيرة، ونشطت الحركة العمالية والنقابية.


• عهد الخروج العام: 1964 ـ 1969م: وهو عهد ثورة أكتوبر وقد أصبحت فيه الحركة محوراً لولاء شعبي منظم لأول مرة، فأقامت جبهة الميثاق الإسلامي، مؤسَّسةً على منهاج مكتوب وضعته الجماعة، وجمعت حوله الجماعات الإسلامية والأفراد في حركة سياسية موحدة، وقامت خلال ذلك بحملة من أجل إقرار الدستور الإسلامي.


وفي أواخر هذا العهد استفحلت الثنائية في الحركة الإسلامية بين التنظيم الأم الداخلي وبعض جبهاته الخارجية، إلا أن الحركة توحدت بعد ذلك وحسمت خلافاتها.


• عهد المجاهدة والنمو: 1969 ـ 1977م: وهو عهد الشطر الأول من سلطة جعفر نميري ونظام مايو، الذي أجهض الديمقراطية، والقوى الوطنية والحركة الإسلامية، حيث ساد القمع والاعتقالات والإعدامات.


• عهد المصالحة والتطور: 1977 ـ 1984م: وهو عهد مايو الأخير حيث بدأ نظام المصالحة الوطنية، وتصفية اتجاهات جعفر نميري اليسارية، وبدء التقارب مع الإسلاميين.


وفي هذا العهد بدأ الوعي بقضية الجنوب في السودان، وتوجهت عناصر من الحركة لتأسيس (منظمة الدعوة الإسلامية) لتُعنى بنشر الإسلام في المناطق المسلمة في السودان من خلال الدعوة والخدمة الاجتماعية.


وفي آخر هذا العهد كان تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية، التي أعلنها نميري وساعده الترابي فيها بقوة. وكان من نتيجتها تقطيع أيدي وأرجل مئات السودانيين، كما كان للترابي الدور البارز في إعدام زعيم الجمهوريين الشيخ محمود محمد طه وكان عمره وقتها أكثر من 70 عاما.


• عهد النضج: 1984 ـ 1987م: وفي هذا العهد تأسست الجبهة الإسلامية القومية بناء على القاعدة الشعبية التي تعبَّأت منذ بدء تطبيق قوانين الشريعة.




الأفكار والمعتقدات:


• حركة الجبهة الإسلامية القومية، حركة إسلامية، أخذت جميع أفكارها الأصولية من حركة الإخوان المسلمين، وتربى أفرادها على مؤلفات حسن البنا، وسيد قطب، ومحمد الغزالي، وأبو الأعلى المودودي، ومالك بن نبي...إلخ.




الانتشار ومواقع النفوذ:


انتشرت الحركة بشكل واسع في السودان، ولها اتصالات وثيقة بحركة الاتجاه الإسلامي بتونس بشكل خاص، وقد دبرت الحركة الانقلاب العسكري الذي أتى بحكومة الفريق عمر البشير إلى السلطة عام 1989، قبل أن ينقلب عليها ويعتقل زعميها الترابي. ساعدت الحركة في نشر فكرة الجهاد في جنوب السودان ضد المسيحيين والوثنيين، وزجت بعشرات الآلاف من الشباب السوداني ليلقى حتفه هناك.


No comments:

Counter