Wednesday, November 5, 2008

الاحزاب المصرية

الاحزاب السياسية القائمة

1 - الحزب الوطني الديمقراطي

رئيس الحــــزب: محمد حسني مبارك

العنوان: كورنيش النيل

ت / فاكس: 5780064 - 5743182

2 - حزب مصر العربي الاشتراكي

رئيس الحــــزب: وحيد فخري الأقصري

العنوان: 4 أبراج المهندسين - كورنيش النيل - المعادى بجوار مستشفى السلام الدولي - الدور 12 شقة 3

ت / فاكس: 5264880 - 5262881

3 - حزب الأحرار الاشتراكييـن

رئيس الحزب: حلمي أحمد سالم

العنوان: 19 ش الجمهورية بعابدين

ت: 5154672 / 010

4 - حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي

رئيس الحزب: د.رفعت محمد السعيد

العنوان: 23 ش محمود بسيوني - القاهرة

ت: 5759281 - 5759011 فاكس : 5759152

5 - حزب الوفـد الجديـد

رئيس الحزب: د. نعمان محمد جمعة

العنوان: 1 ش بولس حنا - الدقي

ت/ فاكس : 7354810

6 - حزب الأمــة

رئيس الحزب: الأستاذ أحمد الصباحي

العنوان: 73 ش حلوان - السيدة زينب

ت/ فاكس: 7955996 - 5923501

7 - الحزب الاتحادي الديمقراطي

رئيس الحزب: إبراهيم محمد عبد المنعم ترك

العنوان: تقاطع شارع الدلتا وتانيس - الإسكندرية سبورتنج

ت/ فاكس: 5901310 / 03 - 5904399 / 03

8 - حزب الخضر المصري

رئيس الحزب: د. عبد المنعم الأعصر

العنوان: برج جوهرة المعادى 380 ش كورنيش النيل (أمام نادي النيل للقوات المسلحة)

ت/ فاكس: 3044907

9 - الحزب العربي الديمقراطي الناصري

رئيس الحزب: ضياء الدين داود

العنوان: 8 ش طلعت حرب - القاهرة

ت/ فاكس : 5781004

10 - حزب التكافل

رئيس الحزب: د. أسامة محمد شلتوت

العنوان: 17 ش الحسين - الدقي

ت/ فاكس: 3382174

11 - حزب الوفاق القومي

رئيس الحزب: د. السيد رفعت العجرودى

العنوان: 30 ش ميدان عابدين

ت: 3904339 - 3464695 فاكس: 3032762

12 - حزب مصر 2000

رئيس الحــــزب: د. فوزي خليل غزال

العنوان: 47 ش الجلاء - طنطا

ت/ فاكس: 0403342989

13 - حزب الجيل الديمقراطي

رئيس الحزب: ناجى عبد الفتاح الشهابي

العنوان: 33 ش رمسيس - برج معروف أ الدور العاشر

ت/ فاكس: 5741265 - 5741276 - 5752223

14 - حزب الغــد

رئيس الحزب: د. أيمن نور

العنوان: 21 ش محمود بسيونى - طلعت حرب - القاهرة

ت/ فاكس: 5757578 - 5773773

15 - الحزب الدستوري الاجتماعي الحـر

رئيس الحزب: ممدوح محمد أحمد قناوي

العنوان: 23 ش حسن عاصم باشا - الزمالك القاهرة

ت: 0122143617

16 - حزب شباب مصـر

رئيس الحزب: أحمد عبد الهادي على

العنوان: 4 ش الجلاء ميدان عبد المنعم رياض برج دوحة ماسبيرو- المبنى الإداري - الدور الرابع شقة 403

ت/ فاكس: 5761634

17 - حزب السلام الديمقراطي

رئيس الحزب: أحمد محمد بيومي الفضالى

العنوان: ماسبيرو مول - ميدان التحرير - القاهرة

ت/ فاكس: 5778844

18 - حزب العمل الاشتراكي

نزاع حول رئاسة الحزب لم يتم حسمه بعد، وقد صدر قرار بوقف نشاط هذا الحزب وبطلب صدور حكم بحله من المحكمة الإدارية العليا

19 - حزب العدالة الاجتماعية

نزاع حول رئاسة الحزب لم يتم حسمه بعد.

20 - حزب مصر الفتاة الجديـد

نزاع حول رئاسة الحزب لم يتم حسمه بعد.
نائب رئيس الحزب حسين راشد

21 - حزب الشعب الديمقراطي

نزاع حول رئاسة الحزب لم يتم حسمه بعد.

22 - حزب المحافظين

رئيس الحزب : مصطفى عبد العزيز

23 - الحزب الجمهورى الحر

رئيس الحزب : د.حسام عبد الرحمن

العنوان : 8 شارع ابراهيم نجيب - جاردن سيتى - القاهرة


حزب الجبهة الديمقراطية

رئيس الحزب اسامة الغزالي حرب

الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالجزائر


حركة إسلامية سلفية في جوهرها، تنادي بالعودة إلى الإسلام، باعتباره السبيل الوحيد للإصلاح والقادر على إنقاذ الجزائر مما تعانيه من أزمات اجتماعية، واقتصادية، واستعمار فكري وثقافي، والمؤهل للحفاظ على شخصية الشعب الجزائري المسلم بعد احتلال دام 132 سنة وترك انعكاسات حضارية عميقة لفّت البلاد كلها بظاهرة التغريب والفَرْنَسة، الأمر الذي حفز ثلة من العلماء آلمهم تردِّي الأحوال إلى التحرك لإثارة الضمير الجزائري والاتجاه إلى الإصلاح الديني والسياسي والاجتماعي. (حسب أدبيات الجبهة).


التأسيس وأبرز الشخصيات:


• قبل إعلان تأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر في عام 1989م كانت هناك أنشطة دعوية وأحداث وتجمعات إسلامية عُدَّتْ إرهاصات لقيام جبهة الإنقاذ:


ـ في نهاية السبعينات بدأ الظهور العلني للشباب الإسلامي في الجامعات الجزائرية وغيرها وتقاسم العمل الإسلامي المنظم في فترة ما قبل 1988م ثلاث جماعات وهي: جماعة الإخوان الدوليين بقيادة الشيخ محفوظ نحناح وجماعة الإخوان المحليين بقيادة الشيخ عبد الله جاب الله، وجماعة الطلبة أو جماعة مسجد الجامعة المركزي أو أتباع مالك بن نبي بقيادة الدكتور محمد بوجلخة ثم الشيخ محمد السعيد.


ـ في 12 نوفمبر 1982م اجتمع مجموعة من رجال الدين منهم: الشيخ أحمد سحنون والشيخ عبد اللطيف سلطاني والدكتور عباسي مدني ووجهوا نداءً من 14 بنداً يطالب بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية ويشجب تعيين نساء وعناصر مشبوهة في القضاء، ويدعو إلى اعتماد توجه إسلامي للاقتصاد، ويرفض الاختلاط في المؤسسات، ويدين الفساد، ويطالب بإطلاق سراح المعتقلين ويندد بوجود عملاء أعداء للدين في أجهزة الدولة.. إلخ (حسب أفكار ومعتقدات الجبهة).




• الشيخ أحمد سحنون، أحد تلاميذ الشيخ عبد الحميد بن باديس، وقد شارك في حرب التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، ودعا بعد الاستقلال إلى تحكيم الإسلام؛ لأن الجزائر دولة إسلامية، وتولى تخريج مجموعات من الدعاة ورجال الدين. وبعد توقيعه على البيان الآنف الذكر. اعتقل ووضع رهن الإقامة الجبرية حتى عام 1984م.




• ثم تم تأسيس (رابطة الدعوة) 1989م برئاسة الشيخ أحمد سحنون وذلك لأنه أكبر الأعضاء سناً حيث كان عمره 83 عاماً وكانت الرابطة مظلة للتيارات الإسلامية كلها، ومن بين أعضاء رابطة الدعوة: محفوظ نحناح، وعباسي مدني، وعبد الله جاب الله، وعلي بلحاج، ومحمد السعيد.




ومن أبرز أهداف رابطة الدعوة ما يلي:


ـ إصلاح العقيدة.


ـ الدعوة إلى الأخلاق الإسلامية.


ـ تحسين الاقتصاد المنهار في الجزائر.


ـ النضال على مستوى الفكر.




• دارت حوارات عديدة في (رابطة الدعوة) كان من نتيجتها بروز تيارات متعددة أهمها:




ـ دعوة الشيخ الشاب علي بلحاج إلى تشكيل (الجبهة الإسلامية الموحدة) إلا أن الدكتور الشيخ عباسي مدني اقترح لها اسماً آخر هو (الجبهة الإسلامية للإنقاذ)، معللاً هذه التسمية: بأن الجبهة تعني المجابهة، والاتساع لآراء متعددة، وهذه الجبهة (إسلامية) لأنه هو السبيل الوحيد للإصلاح والتغيير (وإنقاذ) مأخوذ من الآية (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) [سورة آل عمران، الآية: 103).




ـ بينما رفض الشيخ محمد السعيد تشكيل الجبهة ابتداء ثم التحق بها بعد الانتخابات البلدية.




ـ ورفض محفوظ نحناح أيضاً فكرة الجبهة (الحزب) في البداية.. ثم أسس حركة المجتمع الإسلامي كما أسس عبد الله جاب الله حركة النهضة الإسلامية.




• وتم الإعلان الرسمي عن الجبهة الإسلامية للإنقاذ في مطلع عام 1989م، وذلك بمبادرة من عدد من الدعاة المستقلين من بينهم الدكتور عباسي مدني الذي أصبح رئيسًا للجبهة ونائبه الشيخ علي بلحاج.




• الدكتور عباسي مدني: ولد سنة 1931م في سيدي عقبة جنوب شرقي الجزائر، ودرس في المدارس الفرنسية في صغره إبان الاستعمار الفرنسي، ثم في مدارس جمعية العلماء، وتخرج من كلية التربية، ثم انخرط في قتال الاستعمار الفرنسي، واعتقل وقضى في السجن سبعة أعوام، وبعد الاستقلال وخروجه من السجن أرسلته الحكومة إلى لندن 1975 ـ 1978م ليحصل على الدكتوراه في التربية المقارنة. ثم عاد إلى الجزائر ليقوم بالتدريس في الجامعة، وقد شارك العلماء في النداء الذي وجهوه إلى الحكومة في 1982م، مطالبين بالإصلاح وتطبيق الشريعة الإسلامية.. وشارك في الأحداث في العام نفسه فاعتقل وسجن.. وقد شكل مع بعض الإسلاميين رابطة الدعوة، ثم الجبهة الإسلامية للإنقاذ، بعد مظاهرات الخبز عام 1988م ـ كما أطلق عليها. وأخيراً اعتقل مرة أخرى هو وكثير من الإسلاميين. ثم أطلق سراحه أخيرًا .


• علي بلحاج: ولد في تونس عام 1956م، ثم قتل والداه في الثورة ضد الاستعمار الفرنسي. درس العربية ودرَّسها، وشارك في الدعوة الإسلامية منذ السبعينات وسجن خمس سنوات 1983م/ 1987م بتهمة الاشتراك وتأييد حركة مصطفى بويعلي الجهادية. تأثر بعلماء من الجزائر ومنهم عبد اللطيف سلطاني وأحمد سحنون وكذلك درس كتابات الشيخ حسن البنا وسيد قطب وعبد القادر عودة وغيرهم.


ـ انتمى إلى التيار السلفي، ولذلك لم يتحمس للثورة الإيرانية، وانتقد كتابات الخميني، واعتبر تشيع بعض الجزائريين خطراً على الدعوة الإسلامية يجب التصدي له. انتخب نائباً للرئيس في الجبهة الإسلامية للإنقاذ واعتقل بعد المظاهرات التي قامت في الجزائر سنة 1988م. ثم أطلق سراحه ثم اعتقل مرة أخرى بعد الإضراب العام الذي دعت إليه الجبهة.


• خاضت الجبهة الانتخابات البلدية في عام 1990م، وحققت فوزراً كبيراً في 856 بلدية، وبعد هذا الفوز بدأ الحزب الحاكم في الجزائر وهو ـ جبهة التحرير ـ يشعر بخطر الجبهة على وجوده في الحكم.


• على إثر ذلك قامت مظاهرات كبيرة تطالب بالإصلاح، انتهت بمصادمات دامية بعد أن قابلتها بإطلاق النار، واعتقل على إثرها عباسي مدني ونائبه بلحاج بتهمة التآمر على أمن الدولة.


• وعلى الرغم من اعتقال زعماء الجبهة، خاضت الجبهة الانتخابات التشريعية لاختيار مجلس الشعب في الجزائر في 26/12/1991م، وحصلت على 188 مقعداً من أصل 228 في المرحلة الأولى، بينما لم يحصل الحزب الحاكم إلا على 16 مقعداً فقط.


- صرح بعض قادة الجبهة وخصوصا الرجل الثاني فيها علي بلحاج في خطاب عام بأن الديمقراطية كفر، وقال ما مفاده أن هذه الانتخابات سوف تكون الأخيرة وأن الحكم في الجزائر سوف يكون إسلاميا بمجرد فوز الجبهة في الانتخابات.


ـ بعدها خرجت مظاهرات حاشدة تندد بفوز الإسلاميين، وتطالب الجيش بالتدخل. على إثرها تم إلغاء الجولة الثانية من الانتخابات، وحل الجبهة واعتقال قادتها.


• اعتقل الشيخ عبد القادر حشاني الرئيس المؤقت للجبهة في (22/1/1992م) بتهمة تحريض الجيش على التمرد.


ـ ثم بدأت اعتقالات عامة في جبهة الإنقاذ حيث تم اعتقال العديد من أنصارها، وهنا لجأ عشرات الآلاف من أعضائها إلى العمل المسلح لتدخل الجزائر حقبة من أشد حقبها دموية راح ضحيتها أكثر من 200 ألف قتيل.


• ومن رجال الجبهة أيضاً الذين برزوا خلال الأحداث:


ـ رابح كبير رئيس اللجنة السياسية بالمكتب التنفيذي المؤقت لجبهة الإنقاذ.


ـ الشيخ محمد السعيد وقد برز كخليفة لعباسي مدني وقد اعتقل أيضاً.


ـ الشيخ زبدة بن عزوز عضو مجلس الشورى.


ـ الشيخ يخلف شراطي وهو من خريجي جامعة أم القرى ، قتل في سجن سركاجي.


الأفكار والمعتقدات:


• تعتقد جبهة الإنقاذ أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، ويشمل جميع مجالات الحياة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها... وتلتقي الجبهة مع حركة الإخوان المسلمين في بعض مبادئها.


• تؤكد الجبهة أن إطار حركتها ودعوتها هو الكتاب والسنة، في مجال العقيدة والتشريع والحكم. لذا فإن نموذج فكرها هو التيار السلفي في التاريخ الإسلامي.


• قدمت الجبهة مذكرة إلى رئيس الجزائر في 7 آذار/مارس 1989م تتضمن مبادئها وبرنامجها السياسي والاجتماعي، وتحوي المذكرة ما يلي:


ـ ضرورة التزام رئيس الدولة بتطبيق الشريعة الإسلامية طالما أنه يحكم شعباً مسلماً.


ـ استقلال القضاء بغرض الحسبة.


ـ إصلاح النظام التعليمي.


ـ حماية كرامة المرأة الجزائرية وحقوقها في البيت ومراكز العمل.


ـ تحديد مجالات للإصلاح، ووضع جدول زمني لذلك.


ـ حل الجمعية الوطنية، والدعوة إلى انتخابات في غضون ثلاثة أشهر.


ـ تشكيل هيئة مستقلة لضمان نزاهة الانتخابات المحلية.


ـ إعادة الاعتبار لهيئة الرقابة المالية.


ـ إعادة النظر في سياسة الأمن.


ـ إلغاء الاحتكار الرسمي لوسائل الإعلام.


ـ وقف عنف الدولة ضد المطالب الشعبية.


ـ حماية المهاجرين الجزائريين وضمان التعليم الإسلامي لهم وتسهيل شروط عودتهم.


ـ التدخل لدى الصين والهند والاتحاد السوفيتي (سابقاً) وبلغاريا لوضع حد لاضطهاد المسلمين.


ـ وضع خطة لدعم الانتفاضة الفلسطينية ونجدة المجاهدين الأفغان.


• وتتضح أفكار الجبهة ومبادئها في النداء الذي وجهه بعض العلماء كالدكتور عباسي مدني قائد الجبهة، وهو ما أطلق عليه (نداء 12 نوفمبر 1989م)، وكذلك من بيانات الجبهة الموجهة للحكومة وللشعب الجزائري، ويمكن إيجازها فيما يلي:


ـ ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع المجالات الاجتماعية والسياسية والتربوية وغيرها.


ـ توفير الحرية للشعب ورفع الظلم والاستبداد.


ـ اعتماد الاقتصاد الإسلامي ومنع التعامل بالحرام.


ـ إعمال الشريعة في شأن الأسرة ورفض الأسلوب الفرنسي الداعي إلى التحلل.


ـ المطالبة بالاستقلال الثقافي، والتنديد بتزوير مفهوم الثقافة.


ـ إدانة إفراغ التربية والثقافة من المضمون الإسلامي.


ـ شجب استخدام الإعلام من قبل الدولة في مواجهة الصحوة الإسلامية.


ـ معاقبة المعتدين على العقيدة وفق أحكام الشريعة الإسلامية.


ـ النهوض بالشعب إلى النموذج الإسلامي القرآني السني.


ـ الإشعاع على العقول بأنور الهداية وإنعاش الضمائر بالغذاء الروحي الذي يزخر به القرآن والسنة، وشحذ الإرادة بالطاقة الإيمانية الفعّالة.


ـ العمل بالدين لإنقاذ مكاسب الشعب التاريخية وثرواته البشرية والطبيعية دون إضاعة للوقت.


الجذور الفكرية والعقائدية:


تعد آراء جمعية العلماء في الجزائر منذ ابن باديس وحتى الإبراهيمي الجذور الفكرية لجبهة الإنقاذ من حيث الرجوع إلى الكتاب والسنة ونهج السلف الصالح، وكذلك كتابات حسن البنا وسيد قطب وغيرهما من القواعد الفكرية للنهضة الإسلامية التي تعتمدها الجبهة.



الجبهة الإسلامية القومية بالسودان


الجبهة الإسلامية القومية: حركة إسلامية انبثقت من حركة الإخوان المسلمين، واستقطبت بعض القوى الإسلامية في السودان لتكوين جبهة واحدة ضد الأحزاب الأخرى، ثم بدأت تنحو منحاً بعيداً نسبيًّا عن منهج الإخوان المسلمين.


التأسيس وأبرز الشخصيات:


• مؤسس هذه الحركة هو الدكتور حسن عبد الله الترابي، من مواليد قرية ود الترابي بمقاطعة الجزيرة بالسودان عام 1932م. تلقى من والده علوم العربية والفقه، وأصول الأحكام وفقه المذاهب وعلوم القرآن والتفسير وقد حفظ القرآن ببضع قراءات.


ـ عمل محاضراً ثم عميداً لكلية القانون بجامعة الخرطوم، ثم نائباً عاماً ثم وزيراً للعدل، وأخيراً رئيساً للبرلمان السوداني.


ـ يتكلم ويكتب الإنجليزية والفرنسية ويقرأ الألمانية.


ـ قاد الحركة الإسلامية في السودان منذ الستينات كمراقب عام للإخوان المسلمين.


ـ اختير كأمين عام لجبهة الميثاق الإسلامي 1964م ـ 1969م والجبهة الإسلامية القومية 1985 ـ 1989م.


ـ تعرض في مجال العمل الإسلامي للحبس التحفظي لفترات تجاوزت السبع سنوات.


ـ نشرت له عدة مؤلفات في قضايا الدين والعبادة، والمرأة والمجتمع، والتجديد والدستور والحكم، وقضايا إسلامية وسياسية شتى.


للدكتور الترابي عدد من الآراء التي خالف فيها أحكام الإسلام وكانت سبباً في كثير من النقد الموجه له خاصة، ولأفكار الجبهة بصفة عامة.


تطور الحركة:


يرى أنصار الجبهة أنها أخذت عدة مراحل أو عهود حتى ظهرت بالشكل التالي ويمكن تلخيص أهم هذه العهود كالتالي:


• عهد التكوين: امتد هذا العهد منذ عام 1949م، وحتى عام 1955م، حيث تأسست رسميًّا بمؤتمر جامع عام 1954م، وكان كل اعتمادها على حركة الإخوان المسلمين بمصر في الثقافة والتنظيم والبناء الفردي والجماعي.




• عهد الظهور الأول: ويمتد من عام 1956م حتى عام 1959م، وهو عهد ما بعد الاستقلال في السودان، وفي هذا العهد ظهرت الدعوة لأول مرة بالصحف والخطب، وبرز الدعاة، وكانت القضية الأولى التي شغلت الحركة في هذا العهد هي قضية الدستور الإسلامي.


• عهد الكمون الأول: ويمتد من عام 1959م، وحتى 1964م. وهي فترة سلطة الفريق عبّود وزمرته العسكرية: وقد تخرجت في هذا العهد قيادات إسلامية كثيرة، ونشطت الحركة العمالية والنقابية.


• عهد الخروج العام: 1964 ـ 1969م: وهو عهد ثورة أكتوبر وقد أصبحت فيه الحركة محوراً لولاء شعبي منظم لأول مرة، فأقامت جبهة الميثاق الإسلامي، مؤسَّسةً على منهاج مكتوب وضعته الجماعة، وجمعت حوله الجماعات الإسلامية والأفراد في حركة سياسية موحدة، وقامت خلال ذلك بحملة من أجل إقرار الدستور الإسلامي.


وفي أواخر هذا العهد استفحلت الثنائية في الحركة الإسلامية بين التنظيم الأم الداخلي وبعض جبهاته الخارجية، إلا أن الحركة توحدت بعد ذلك وحسمت خلافاتها.


• عهد المجاهدة والنمو: 1969 ـ 1977م: وهو عهد الشطر الأول من سلطة جعفر نميري ونظام مايو، الذي أجهض الديمقراطية، والقوى الوطنية والحركة الإسلامية، حيث ساد القمع والاعتقالات والإعدامات.


• عهد المصالحة والتطور: 1977 ـ 1984م: وهو عهد مايو الأخير حيث بدأ نظام المصالحة الوطنية، وتصفية اتجاهات جعفر نميري اليسارية، وبدء التقارب مع الإسلاميين.


وفي هذا العهد بدأ الوعي بقضية الجنوب في السودان، وتوجهت عناصر من الحركة لتأسيس (منظمة الدعوة الإسلامية) لتُعنى بنشر الإسلام في المناطق المسلمة في السودان من خلال الدعوة والخدمة الاجتماعية.


وفي آخر هذا العهد كان تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية، التي أعلنها نميري وساعده الترابي فيها بقوة. وكان من نتيجتها تقطيع أيدي وأرجل مئات السودانيين، كما كان للترابي الدور البارز في إعدام زعيم الجمهوريين الشيخ محمود محمد طه وكان عمره وقتها أكثر من 70 عاما.


• عهد النضج: 1984 ـ 1987م: وفي هذا العهد تأسست الجبهة الإسلامية القومية بناء على القاعدة الشعبية التي تعبَّأت منذ بدء تطبيق قوانين الشريعة.




الأفكار والمعتقدات:


• حركة الجبهة الإسلامية القومية، حركة إسلامية، أخذت جميع أفكارها الأصولية من حركة الإخوان المسلمين، وتربى أفرادها على مؤلفات حسن البنا، وسيد قطب، ومحمد الغزالي، وأبو الأعلى المودودي، ومالك بن نبي...إلخ.




الانتشار ومواقع النفوذ:


انتشرت الحركة بشكل واسع في السودان، ولها اتصالات وثيقة بحركة الاتجاه الإسلامي بتونس بشكل خاص، وقد دبرت الحركة الانقلاب العسكري الذي أتى بحكومة الفريق عمر البشير إلى السلطة عام 1989، قبل أن ينقلب عليها ويعتقل زعميها الترابي. ساعدت الحركة في نشر فكرة الجهاد في جنوب السودان ضد المسيحيين والوثنيين، وزجت بعشرات الآلاف من الشباب السوداني ليلقى حتفه هناك.


حركة حماس




حركة إسلامية جهادية فلسطينية، نشأت في قطاع غزّة ، ثم انتشرت في كافة أرجاء الأرض الفلسطينية. وكما جاء في ميثاق الحركة الذي أصدرته في 1 محرم 1409هـ 18/8/1988م، فإنها تعد جناحاً من أجنحة الإخوان المسلمين.


التأسيس:


• أعلنت حماس في بيانها الأول الذي صدر يوم 14 كانون الأول ديسمبر 1987م بأنها الذراع الضارب لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين المحتلة، وهددت إسرائيل بأنها ستقابلها بعنف أشد كلما اشتد عنفها.. مؤكدة أن الإسلام هو الحل العملي لقضية فلسطين، وأنها ترفض إضاعة الجهد والوقت في الركض وراء الحلول السلمية والمؤتمرات الدولية الفارغة.


• من أكبر ما قامت به حركة حماس، هو تفجيرها الانتفاضة الفلسطينية التي أطلق عليها ثورة الحجارة في 8 كانون الأول/ديسمبر 1987م، وتقول الحركة إنها لن توقف عملياتها المسلحة حتى تحرر فلسطين من اليهود.


• من أبرز شخصياتها:


ـ الشيخ أحمد ياسين: وهو رجل مقعد ، ويعد المؤسس لحركة حماس وقائدها الأول، اعتقلته إسرائيل عام 1984م في غزة لوجود أسلحة في منزله، وحكم عليه بالسجن عدة سنوات. قتلته إسرائيل في هجوم صاروخي عام 2004، بعدما حملته مسؤولية تفجير انتحاري نفذته حركة حماس في ميناء أشدود الإسرائيلي.


- خليل القوقا، توفي عام 2005.


- عبد العزيزالرنتيسي، قتلته إسرائيل في عام 2004.


الأفكار والمعتقدات:


• إن أفكار ومعتقدات حركة حماس تتمثل في ميثاقها الأول الذي أعلنته يوم 1 محرم 1409هـ/ 15/8/ 1988م. ويمكن أن نجملها فيما يلي:


ـ حركة المقاومة الإسلامية: الإسلام منهجها، منه تستمد أفكارها ومفاهيمها وتصوراتها عن الكون والحياة والإنسان وإليه تحتكم في كل تصرفاتها ومنه تستلهم ترشيد خطاها (المادة الأولى).


ـ حركة المقاومة الإسلامية: حركة إنسانية، تلتزم بسماحة الإسلام، وترى أنه في ظل الإسلام يمكن أن يتعايش أتباع الديانات جميعاً. آمنين على أنفسهم وأموالهم وحقوقهم.


ـ إن أرض فلسطين وقف إسلامي على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، لا يصح التفريط فيها أو في جزء منها أو التنازل عنها أو عن جزء منها، ولا تملك ذلك دولة عربية أو كل الدول العربية ولا يملك ذلك ملك أو رئيس أو كل الملوك والرؤساء، ولا تملك ذلك منظمة أو كل المنظمات سواء كانت فلسطينية أو عربية.


ـ جهاد اليهود في فلسطين فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وتخرج المرأة للقتال بغير إذن زوجها.. ولا حل للقضية الفلسطينية إلا بالجهاد.


ـ معارضة المبادرات والحلول السلمية للقضية الفلسطينية فهي مضيعة للوقت، وعبث لا طائل منه.


ـ للمرأة المسلمة دور في معركة التحرير لا يقل عن الرجل، فهي مصنع الرجال ومربية الأجيال على القيم والمفاهيم الأخلاقية المستمدة من الإسلام.


ـ احترام الرأي الآخر في الحركات الإسلامية الأخرى ما دامت تصرفاتها في حدود الدائرة الإسلامية.


• وهذا الميثاق يتكون من 36 مادة من أهمها اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية من أقرب المقربين إلى حركة حماس ولكنها لا توافقها في تبنيها للفكرة العلمانية.


الإخوان المسلمون



الإخوان المسلمون إحدى الحركات الإسلامية المعاصرة التي نادت بالرجوع إلى الإسلام، وإلى تطبيق الشريعة الإسلامية في واقع الحـــياة، وقد وقفت متصدية لسياسة فصل الدين عن الدولة ومنابذة موجــة المد العلماني في المنطقة العربية والعالم الإسلامي.




التأسيس وأبرز الشخصيات:


• مؤسس هذه الدعوة الشيخ: حسن البنا (1324 ـ 1368هـ) (1906ـ 1949م) ولد في إحدى قرى البحيرة بمصر ونشأ نشأة دينية .


ـ إلى جانب تعليمه الديني في المنزل والمسجد درس في مدارس الحكومة حتى التحق بدار العلوم بالقاهرة حيث تخرج فيها عام 1927م


ـ عُيِّن مدرساً في إحدى مدارس الإسماعيلية الابتدائية، وهناك بدأ نشاطه الدعوي بين الناس، وخاصة في المقاهي وبين عمال قناة السويس حتى إذا كان شهر ذو القعدة 1347هـ/ أبريل 1928هـ تم تأسيس النواة الأولى من الإخوان .


ـ في عام 1932م انتقل حسن البنا إلى القاهرة وانتقلت قيادة الحركة معه إليها .


ـ في عام 1332هـ ـ 1933م تم إصدار جريدة (الإخوان المسلمون) الأسبوعية واختير محب الدين الخطيب (1303ـ1389هـ) (1886ـ 1969م) مديراً لها، ثم صدرت النذير في (1357هـ ـ 1938م)، ثم الشهاب (1367هـ ـ 1947م)... وتوالت المجلات والجرائد الإخوانية .


ـ تكونت أول هيئة تأسيسية للحركة عام 1941م من مائة عضو اختارهم حسن البنا بنفسه.


ـ شارك الإخوان في حرب فلسطين 1948م حيث دخلوا بقوات خاصة بهم، وقد سجل ذلك بالتفصيل كامل الشريف ـ من قادة الإخوان المتطوعين ووزير أردني سابق ـ والأمين العام حالياً للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة ـ في كتابه: "الإخوان المسلمون في حرب فلسطين".


ـ في نوفمبر 1948م اُغتيل النقراشي واتُّهم الإخوان بقتله، وهتف أنصار النقراشي في جنازته بأن رأس النقراشي برأس البنا الذي اغتيل فعلاً في 12 فبراير 1949م .


• جاءت وزارة النحاس سنة 1950م فأفرجت عن الجماعة بناء على حكم مجلس الدولة الذي نص على أن أمر الحل باطل من أساسه.


• في عام 1950م اختير المستشار حسن الهضيبي (1306 ـ 1393هـ) (1891 ـ 1973م)، مرشداً للإخوان، وهو واحد من كبار رجال القضاء المصري، وقد اعتُقل عدداً من المرات، وصدر ضده عام 1954م حكم بالإعدام ثم خفف إلى المؤبد، وأفرج عنه آخر مرة سنة 1971م .


ـ في شهر أكتوبر 1951م اشتدت الأزمة بين بريطانيا ومصر فشن الإخوان حرب عصابات ضد الإنجليز في قناة السويس سجلها كامل الشريف في كتاب آخر بعنوان: "المقاومة السرية في قناة السويس".


• في 23 يوليو 1951م قام مجموعة من الضباط المصريين بزعامة اللواء محمد نجيب بانقلاب بمؤازرة الإخوان، لكن الإخوان بعد ذلك رفضوا الاشتراك في الحكم إذ كان لهم رأي واضح في مناهج الثورة، وقد اعتبر جمال عبد الناصر هذا الرفض نوعاً من فرض الوصاية على الثورة، ودخل الطرفان سلسلة من الجدل والخصومة تطورت حتى قامت الحكومة سنة 1954م باعتقال الإخوان وتشريد الألوف منهم عقب قيامهم بمحاولة الاعتداء على حياة عبد الناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية وأعدمت ستة منهم هم: عبد القادر عودة ومحمد فرغلي ويوسف طلعت وهنداوي دوير وإبراهيم الطيب ومحمود عبد اللطيف.


• في عام 1965 ـ 1966م تكرر اعتقال الإخوان بتهمة تشكيل جهاز سري يهدف إلى قلب نظام الحكم وقامت الحكومة بشن حملات السجن والتعذيب وقد أعدمت هذه المرة ثلاثة من أعضاء الجماعة هم:


ـ سيد قطب (1324ـ 1387هـ) (1906 ـ 1966م) الذي يعد من اهم شخصيات جماعات التكفير في مصر، وهو المفكر الثاني في الجماعة بعد البنا وواحداً من رواد الفكر الإسلامي الحديث، وقد ألقي القبض عليه سنة 1954م وأمضى في السجن عشر سنوات ثم أفرج عنه عام 1964م بتدخل من الرئيس العراقي عبد السلام عارف لكنه ما لبث أن أعيد إليه مرة أخرى ليواجه حكماً بالإعدام.


له العديد من المؤلفات الأدبية والفكرية الإسلامية التي من أبرزها في ظلال القرآن، العدالة الاجتماعية في الإسلام، خصائص التصور الإسلامي ومقوماته، معالم في الطريق، وغيرها الكثير.


- يوسف هواش.


ـ عبد الفتاح إسماعيل.




• بقيت الجماعة تعمل بشكل سرِّي حتى وفاة عبد الناصر 28 / 9 / 1970م .


• في عهد أنور السادات تمّ الإفراج عمن سجنهم عبد الناصر على مراحل.


• عمر التلمساني: (1904 ـ 1986م) اختير مرشداً عاماً بعد الهضيبي . وقد طالبت قيادة الإخوان في عهده بحقوق الجماعة كاملة وعودة جميع ممتلكاتها المصادرة في عهد عبد الناصر، وسلك المرشد بالإخوان طريقاً يجنِّبهم المصادمات مع الحكومات، وكرر دائماً أن الدعوة ينبغي أن تعمل بالحكمة وأن تبذ العنف والتطرف.


• أصدرت الجماعة المجلات والصحف التالية: النذير (مجلة أسبوعية)، الدعوة (مجلة أسبوعية)، الإخوان المسلمون (صحيفة يومية)، الشهاب (مجلة شهرية) المسلمون (مجلة شهرية)، ومجلة (لواء الإسلام)، وقد أوقف صدور هذه الدوريات حالياً عدا الأخيرة منهم.


• محمد حامد أبو النصر: اختير مرشداً بعد التلمساني وسار على طريقته وأسلوبه.


• مصطفى مشهور: أحد قيادات النظام الخاص للجماعة في فترة الأربعينيات وبداية الخمسينيات، أختير مرشداً عاماً للإخوان المسلمين خلفاً لمحمد حامد أبو النصر بعد وفاته عام 1996م، ويعد مصطفى مشهور من أنشط قيادات الجماعة في فترة ما بعد السبعينيات من هذا القرن، حيث ظهر له العديد من الكتب والمقالات الصحفية بالإضافة إلى جهود البارزة في إنشاء المراكز الإسلامية في الغرب والتابعة للجماعة.


• هناك العديد من الشخصيات الإخوانية التي ظهرت خارج مصر نذكر منها:


ـ الشيخ محمد محمود الصواف والذي كان مؤسساً ومراقباً عاماً للإخوان المسلمين في العراق، له عدد من المؤلفات، وقد كان له دور نشط في نشر الإسلام في إفريقيا بعد هجرته من العراق سنة 1959م واستقراره في مكة المكرمة.


ـ الدكتور مصطفى السباعي (1334 ـ 1384هـ) (1915ـ 1964م) أولُ مراقبٍ عام للإخوان المسلمين في سوريا، نال درجة الدكتوراه من كلية الشريعة بالأزهر عام 1949م، قاد كتائب الإخوان إلى فلسطين سنة 1948م، كما رشح نفسه نائباً عن دمشق عام 1949م، كان خطيباً مفوهاً لا يبارى، أسس كلية الشريعة بدمشق عام 1954م، وكان أول عميد لها، له قانون الأحوال الشخصية.


ـ تأسست جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بتاريخ 13 رمضان 1364هـ الموافق 19 / 11 / 1945م وكان أول رئيس لها الشيخ عبد اللطيف أبو قورة الذي قاد كتيبة الإخوان في الأردن إلى فلسطين سنة 1948م.


ـ وفي 26 / 11 / 1953م انتخب محمد عبد الرحمن خليفة (ولد عام 1919م) مراقباً عاماً للإخوان بالأردن وهو يحمل ثلاث شهادات علمية.


الأفكار والمعتقدات:


• يؤمن الإخوان بالإسلام عقيدة تحكم توجهات المسلمين ومنهجاً شاملاً لكل جنبات الحياة وينادون بإقامة الدولة الإسلامية التي تسعى لإعلاء كلمة الله في الأرض.


ويوضح حسن البنا هذا المعنى بقوله: "الإسلام عبادة وقيادة ودين ودولة وروحانية وعمل وصلاة وجهاد وطاعة وحكم ومصحف وسيف لا ينفك واحد من هؤلاء عن الآخر".


• حرص الإخوان منذ نشأة الجماعة على توسيع دائرة عملهم حتى تكون حركتهم عالمية النطاق ويضمن لها الاستمرار بحكم تعدد المراكز.


ـ يقول حسن البنا عن هذه الدعوة: (إن الإخوان المسلمين دعوة سلفية، وطريقة سنّية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية وثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية) .


• يؤكد البنا أن سمات حركة الإخوان هي:


ـ البعد عن مواطن الخلاف .


ـ البعد عن هيمنة الأعيان والكبراء .


ـ البعد عن الأحزاب والهيئات .


ـ العناية بالتكوين والتدرج في الخطوات .


ـ إيثار الناحية العملية الإنتاجية على الدعاية والإعلانات .


ـ شدة الإقبال من الشباب .


ـ سرعة الانتشار في القرى والبلاد .


• ويذكر أن أخص خصائص دعوة الإخوان هي:


ـ أنها ربانية: لأن الأساس الذي تدور عليه أهدافنا أن يتقرب الناس إلى ربهم .


ـ وأنها عالمية: لأنها موجهة إلى الناس كافة لأن الناس في حكمها إخوة أصلهم واحد، لا يتفاضلون إلا بالتقوى وبما يقدم أحدهم للمجموع من خير سابغ وفضل شامل .


ـ وأنها إسلامية: لأنها تنتسب إلى الإسلام .


• ويقرر البنا أن مراتب العمل المطلوبة من الأخ الصادق هي:


ـ إصلاح نفسه حتى يكون قوي الجسم، وأن يكون متين الخلق، مثقف الفكر، قادراً على الكسب، سليم العقيدة، صحيح العبادة .


ـ وتكوين البيت المسلم بأن يحمل أهله على احترام فكرته والمحافظة على آداب الإسلام في كل مظاهر الحياة المنزلية .


ـ إرشاد المجتمع بنشر دعوة الخير فيه ومحاربة الرذائل والمنكرات .


ـ تحرير الوطن بتخليصه من كل سلطان أجنبي غير إسلامي، سياسي أو اقتصادي أو روحي .


ـ إصلاح الحكومة حتى تكون إسلامية بحق .


ـ إعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية بتحرير أوطانها وإحياء مجدها .


ـ أستاذية العالم بنشر دعوة الإسلام في ربوعه حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله (ويأبى الله إلا أن يتم نوره).


ـ يقسم البنا مراحل الدعوة إلى ثلاث:


1ـ التعريف .


2ـ التكوين .


3ـ التنفيذ .


• يقول البنا في رسالة التعاليم: (أركان بيعتنا عشرة فاحفظوها: الفهم، والإخلاص، والعمل، والجهاد، والتضحية، والطاعة، والثبات، والتجرد، والأخوة، والثقة ). ثم يأخذ في شرح كل ركن من هذه الأركان ثم يقول بعدها:


(أيها الأخ الصادق: هذا مجمل لدعوتك وبيان موجز لفكرتك، وتستطيع أن تجمع هذه المبادئ في خمس كلمات: الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن شرعتنا، والجهاد سبيلنا، والشهادة أسمى أمانينا، وأن تجمع مظاهرها في خمس كلمات أخرى: البساطة، والتلاوة، والصلاة، والجندية، والخلق).


• يعكس سيد قطب في كتابه "خصائص التصور الإسلامي ومقوماته" فهمه وفهم الإخوان للإسلام حيث يجعل خصائص هذا التصور تقوم على "الربانية .. الثبات .. الشمول .. التوازن .. الإيجابية .. الواقعية .. التوحيد" ويعقد المؤلف لكل خاصية فصلاً مستقلاً بذاته يشرحها ويوضح معناها .


• شعار الإخوان: سيفان متقاطعان يحيطان بمصحف شريف، واللفظة القرآنية (وأعدوا)، وثلاث كلمات هي: حق، قوة، حرية.


• عدلت الجماعة من أسلوب المواجهة المباشرة مع السلطات الحاكمة لما سببه هذا الأسلوب من إضرار بالجماعة سواء في مصر أو سوريا حيث فقدت العديد من القيادات المؤثرة وتعرض المنضمون للجماعة للتعذيب في السجون والمعتقلات واختفى وجودهم العلني الذي كان يساعد على انتشار الدعوة.


• أصبح للجماعة سيطرة واضحة على النقابات المهنية وظهور واضح في الساحات السياسية المختلفة.


الانتشار ومواقع النفوذ:


•بدأت الحركة في الإسماعيلية ثم انتقلت إلى القاهرة ومنها إلى معظم بلاد وقرى مصر، وقد بلغ عدد شعب الإخوان في أواخر الأربعينات في مصر (3000) شعبة ضمنت أعداداً كبيرة من الأعضاء .


• انتقلت الحركة إلى الأقطار العربية وصار لها وجود قوي في سوريا وفلسطين والأردن ولبنان والعراق واليمن والسودان وغيرها.. كما أن لها أتباعاً في معظم أنحاء العالم اليوم وفروعا في أكثر من 70 دولة.


الصحافة الفلسطينية وتطورها

إعداد: د. ماجد تربان
أستاذ الصحافة الالكترونية المساعد
كلية الإعلام – جامعة الاقصي- فلسطين


ويتناول هذا االموضوع عدة مباحث

المبحث الأول : الصحافة والنشأة والتطور

المبحث الثاني : الصحافة الفلسطينية المهاجرة


المبحث الأول
الصحافة الفلسطينية النشأة والتطور
شهد القرن الخامس عشر ثورة عظيمة في رسائل نشر المعلومات وتداولها ،لاسيما بعد توصل العالم الألماني حونتبرج في منتصف القرن الخامس عشر عام 1456م إلى اختراع المطبعة وماتلاها من تطور وانتشار للصحافة العالمية، ما أسدل بغطائه على الصحافة العربية، رغم أن انتقال الطباعة والمطبعة إلى عالمنا العربي جاء بعد قرنين من اختراع جونتبرج للمطبعة .
فالصحافة العربية لم تر النور إلا في نهاية القرن الثامن عشر وتعتبر مصر أول بلد عربي عرف الصحافة وكان ذلك بعد أن استولى الفرنسيون عليها حيث أصدروا صحيفة ( كوريية ديلجبت ) بالفرنسية عام 1798م وكان في نيتهم إصدار صحيفة عربية بإسم ( التنبيه ) ولكنها لم ترى النور بسبب حراجة المركز الفرنسي في مصر(1) وبعد جلاء الفرنسيين أصدر محمد علي عام 1828م صحيفة الوقائع المصرية تبعتها عام 1847م جريدة المبشر الجزائرية وفي عام 1858م صدرت جريدة حديقة الأخبار اللبنانية ، ثم تتابع ظهور الصحف في البلدان العربية ، حيث صدرت جريدة الرائد في تونس عام 1860م وفي سوريا صدرت جريدة سورية عام 1856م وفي ليبيا ظهرت جريدة طرابلس الغرب عام 1866م وفي العراق صدرت صحيفة الزوراء عام 1869م وفي اليمن صدرت جريدة صنعاء وفي السودان صدرت جريدة الغازيتة السودانية عام 1889م ثم توالت الصحف في معظم الأقطار العربية والإسلامية إذ وصل عددها إلى حوالي(592) جريدة يومية و(3239) مجلة(2) أما بالنسبة لفلسطين التي هي موضع دراستنا نستطيع أن نقول أن فلسطين تعد من أقدم الدول العربية التي عرفت الطباعة حيث دخلتها عام 1830م على يد " اليهودي " نسيم باق ومرت بتجاربها المبكرة ويعود ذلك إلى مركزها الديني المهم بإعتبارها مهبط الديانات وأن هذا الإهتمام بالطباعة يعكس الإهتمام بالصحافة بإعتبارها الأداة الإعلامية المتاحة والصوت المعبر عن آراء الجماهير والطوائف من ناحية والحكومات من ناحية أخرى وكان هذا الاهتمام ابتداء من عام 1876م ( 3 ) ولقد عرفت فلسـطين الصحافة في وقت مبكر مع العالم العربي التي تنطوي تحت

1-خليل صابات : وسائل الاتصال نشأتها وتطورها ، ط 2 ( القاهرة : مكتبة الانجلو المصرية ، 1982م ) ص 46 .
2- جواد الدلو : الصحافة الدينية المتخصصة في الوطن العربي ، ط 1 ( غزة : دار البشير للطباعة والنشر والتوزيع 1996م) ص 22-32 .
3- حسين أبو شنب : الإعلام الفلسطيني ط1 ( عمان : دار الجليل للنشر 1988م ) ص 27 .
لوائه واحتلت المركز الخامس وهذا في حد ذاته يعد خير شـاهد على معرفتها للصحافة مبكراً بعد مصر والتي عرفتها عام 1798م ولبنان التي عرفتها عام 1858م وسوريا عام 1865م والعراق عام 1869م .
وعلى أية حال فلقد ارتبطت نشأة الصحافة الفلسطينية بنشأة الصحافة في البلاد العربية الأخرى فلم تتطور الصحافة في فلسطين خلال النصف الثاني من القرن التاسع كما تطورت في البلاد العربية الأخرى وكان اعتماد الفلسطينيين على الصحف السورية واللبنانية والمصرية التي سبقت في نشأتها الصحافة الفلسطينية (1 ) .
وهنا نشير إلى أن معظم الدراسات التي قام بها الباحثون والمهتمون بتاريخ ونشأة الصحافة الفلسطينية إلى أن بداية الصحافة الفلسطينية كانت عام 1876م حيث كان صدور صحيفة القدس الشريف في هذا العام وكانت في ذلك الوقت تحت إشراف الحكومة العثمانية وتصدر باللغتين العربية والتركية وكان يحرر القسم العربي فيها الشيخ علي الريماوي ، أما القسم التركي فكان يحرره عبد السلام كمال وكانت الصحيفة الرسمية الأولى باسم الحكومة وتصدر بصفة شهرية (2). ومنذ نشأتها مرت الصحافة الفلسطينية بالعديد من المراحل المختلفة حيث تأثرت كل مرحلة بالظروف السياسية والإجتماعية والعسكرية المختلفة والمتعاقبة على فلسطين .لذا فإن السمة الغالبة على الصحافة الفلسطينية هي سمة التعبئة الجماهيرية والتحريض والدفاع عن الأرض ولقد مرت الصحافة الفلسطينية بمراحل خمسة بداية من العهد العثماني وحتى يومنا هذا ( 3) أما المراحل فهي:
1- المرحلة الأولى : مرحلة النشأة في ظل الحكم العثماني وتبدأ من 1876 – 1918م .
2- المرحلة الثانية : مرحلة الانتداب البريطاني من عام 1918 – 1948م .
3- المرحلة الثالثة : مرحلة خضوع الضفة الغربية وقطاع غزة إلى الحكمين الأردني والمصري وتبدأ هذه المرحلة من 1948 – 1967م .
4- المرحلة الرابعة : مرحلة الاحتلال الإسرائيلي من عام 1967 – 1994م .
5- المرحلة الخامسة : مرحلة دخول السلطة الوطنية الفلسطينية من 4/5/1994 وحتى الآن .*

1- قطندي شوملي : الصحافة العربية في فلسطين ط 1 ( القدس : جمعية الدراسات العربية 1992م ) ص 15 .
2- حسين أبو شنب : الإعلام الفلسطيني ، مرجع سابق ص 29 .
3- نفس المرجع السابق ص 27
3- عبد القادر ياسين : الصحافة والحياة السياسية في فلسطين 1907- 1948 ( نيقوسيا ، دار شرق برس ) ص 19 .
* وقت كتابة هذه السطور في تاريخ 14/4/2007م
1- المرحلة الأولى :-
مرحلة النشأة في ظل الحكم العثماني وتبدأ من 1876 – 1918
لم يكن دخول الصحافة إلى الولايات العربية الخاضعة للحكم العثماني منحة من سلطان يرى فيه رجس من عمل الشيطان يجب اجتنابه بل كان نتيجة تظافر عوامل عدة لتفرض على السلطة العثمانية القبول بدخول الطباعة (1 ) وما تلى ذلك من ظهور للصحافة في الولايات العثمانية لا سيما في فلسطين حيث صدرت أول صحيفة في فلسطين بعنوان ( القدس الشريف ) وذلك عام 1876م بإشراف الحكومة العثمانية حيث صدرت باللغتين العربية والتركية وكانت تنشر الفرمانات والأنظمة والأوامر الحكومية ويحرر القسم العربي فيها علي الريماوي ويساعده راغب الحسين ، وهي جريدة شهرية وتعتبر الجريدة الرسمية الأولى في البلاد ، وفي نفس العام صدرت في مدينة القدس صحيفة " الغزال " وهي شبه رسمية يحررها على الريماوي ، ومن الملاحظ أن هاتين الجريدتين لم تصدران بشكل منتظم ، وفي هـذه الفترة جرت محاولتان متواضعتان لإصدار مجلة "مدرسة صهيون"عام 1906م، ومجلة "الترقى" 1907م إلا أن عام 1908م يعتبر نقطة انطلاق للصحافة في فلسطين بعد إعلان الدستور العثماني الذي نص على جواز إصدار الصحف ، وأطلق بعض الحريات أمام إصدار الصحف وقد بلغ عدد الصحف الصادرة في فلسطين حتى مطلع الحرب العالمية الأولى ستاً وثلاثين صحيفة منها : السياسية،والأدبية،والهزلية،صدر أكثرها أسبوعياً أومرتين في الأسبوع(2 )ولقد أجاز إعلان الدستور في 11 تموز 1908م حرية التعبير فهب أصحاب رأس المال الوطني وهب معهم حملة الأقلام وبدءوا الخطوة الأولى في رحلة الصحافة الفلسطينية الشاقة في الطريق الطويلة الوعرة نحو النصر والاستقلال الوطني ( 3 ) .
" والواقع أن هذا العدد من الصحف في بلد قليل السكان ونسبة الأمية كانت مرتفعة يفترض أنه ظاهرة سلبية إلا أنه يعكس في حقيقة الأمر رغبة جماهيرية نحو التحرر والتطور الاجتماعي والتقدم ، وقد كتب عبد الله العيسى صاحب جريدة الأصمعي(في العدد 9 سنة أولى 1/1/1909)": ليس في كثرة الجرائد عميم فائدة إذ كثيرا ، ما نرى الخبر الواحد تتناوله عدة جرائد بحرفه الواحد وكثيراً ما نراها متشابهة في جميع أبوابها إلا ما كان من تفاوت محـرريها في التحـرير وبسبب

1- عبد القادر ياسين : الصحافة والحياة السياسية في فلسطين 1907- 1948 ( نيقوسيا ، دار شرق برس ) ص 19 .
2- حسين أبو شنب :أضواء على الإعلام الفلسطيني في ضوء اتفاق السلام الإسرائيلي(صحيفة الحياة الجديدة،العدد 466،2/12/1996م) .
3- محمد سليمان : تاريخ الصحافة الفلسطينية 1876- 1976 ط 1 ( الجزء الأول 1876 – 1918،1987 ) ص 59 .
غياب التجربة الصحفية فإن الصحفيين الأوائل قد تحملوا عناء مسـئولية لا يملكون فيها خبرة ولا
يعرفون كيفية صناعتها وتوفير أسباب نجاحها ولا حتى مستلزماتها ، ولهذا السبب يعود ظهور الصحف لفترة محددة ثم اختفاءها فجأة حيث إن عمر بعضها تراوح بين بضعة أشهر وسنة ( 1 ) . ومـن الصـحف السـياسية التي صـدرت في القـدس عام 1908 م " القدس" و" الصحف " ، و" الإنصاف " ، و" النجاح " و" النفير " و " الكرمل " في حيفا ، وفي عام 1909م صحيفة يافا ومنها " الاعتدال " ، و" الأخبار " و " الأسبوعية " ، و" فلسطين " عام 1911م للأخوين عيسى ويوسف العيسى ، و" المنادى " 1914م بالقدس لسعيد الجار الله ومحمد موسى المغربي الذي أصدر أيضاً " المنهل " الأدبية عام 1913م ولم يقتصر النشاط الصحفي في العهد العثماني على الصحف السياسية بل ظهرت عدة مجلات أدبية عالجت شئون السياسة وقد صدر بين عامي 1906- 1914م أربعة عشر مجلة أدبية من بينها أربعة مدرسية وكانت مجلة الدستور من أهم المجلات المدرسية وصدرت عام 1910 لخليل السكاكيني وحررها جميل الخالدي. ( 2 )
وكانت الشئون الصحفية في هذه الفترة مرتبطة بالنظارة " وزارة المعارف " ونظارة الداخلية في اسطنبول ، والرقابة كانت أحد السيوف المسلطة على رقاب الصحافة والعاملين فيها وخصوصاً في أوقات الحروب فيراقبها مراقب المطبوعات " المكتبجي " في الولاية وفق مزاجه الذي كان يصل أحياناً إلى حد العقاب الجسدي يضاف إلى ذلك تعقيدات ومصاعب الحصول على رخصة إصدار صحيفة وعدم التزام الموظفين بالقرارات الإدارية طمعاً في الحصول على الرشاوي من مقدمي الطلبات ، وقامت الصحافة الفلسطينية في تلك القترة بخدمة الحاجات المحلية في البلاد وأدت إلى تقوية الروح المحلية والإحساس بالوعي فكانت الصحف منبراً لرجال الإصلاح ، و حاملي لواء الوطنية وسعي أصحاب الصحف إلى معالجة المشكلات التي كانت تشكو منها البلاد حتى أصبحت الدعوة إلى الإصلاح من أهم مواردها ، وتوقفت معظم الصحف عن الصدور لاندلاع الحرب العالمية الأولى ولمدة أربع سنوات وظل الحال كذلك حتى بداية الانتداب البريطاني عام 1917م لتبدأ الصحافة الفلسطينية مرحلة جديدة في ظروف سياسية وإقتصادية جديدة ، تهافت الناس على قراءة الصحف فيها مما حملته من حوادث ذات صلة بمستقبلهم ومستقبل بلادهم .(3)


1- محمد حسين البردويل : الصحافة نشأتها وتطورها ، ط 1 ( غزة : مطبعة منصور 1996م ) ص 32، ص 33
2- حسين أبو شنب :الإعلام الفلسطيني ، مرجع سابق ، ص 29 ، ص 30 .
3- أحمد العقاد : تاريخ الصحافة العربية في فلسطين ، ط1 ، ج1 ( دمشق ، مطبعة الوفاء ، 1966 ) ص7
المرحلة الثانية :
الصحافة الفلسطينية تحت الانتداب البريطاني ( 1918 – 1948 )
واجهت الصحافة الفلسطينية تحت الانتداب البريطاني خلال هذه المرحلة اضطهاد أشد قسوة من الحكم السابق – العثماني – ورغم معايشة الصحافة للظروف القاسية فقد حاولت تأدية رسالتها والوقوف صامدة رغم القوانين التي وضعتها بريطانيا وكانت أكثر قوة وتصلباً ، وكانت دائرة التحقيق الجنائي لسلطة الانتداب هي المخولة بالإشراف على الصحف ، ولم تكن الصحافة الفلسطينية خلال العشر سنوات الأولى من الانتداب في مستوى سائر الصحف في مصر وسوريا ولبنـان إلا أنها ساهمت مساهمة فعالة في الحياة الأدبية ، والسياسية ، والثقافية ، وأصدرت قيــادة الجيـش البريطـاني صـحيفة رسـمية بعــد الانتـداب على فلسـطين وأسـمتها “ The Palestinian News “ وقد صدر العدد الأول منها 11 /4/1924 (1)
وعلى كل حال " شهدت هذه المرحلة تطوراً ونمواً سريعاً في الصحافة وذلك لأن الانتداب البريطاني عمل على إنعاش التعليم في المرحلتين الابتدائية والثانوية لتحسين صورته أمام الشعب العربي الفلسطيني … " وقد رافق انتشار التعليم في فلسطين إبان عهد الانتداب تطور ثقافي واسع تمثل في ازدهار الحياة الأدبية والفكرية وظهر نتيجة لذلك عدد كبير من الأدباء والشعراء والصحفيين والمؤرخين ، كما أنشأت جمعيات لأندية ثقافية وسياسية وأدبية واقتصادية باللغة العربية والعبرية والإنجليزية كما أنشأ عدد من المطابع ومصانع الورق وجملات لتجليد الكتب ، وقد صدر في فلسطين بين عامي 1919م – 1948م عدد كبير من الصـحف والمجـلات بلـغ نحو (1241) من بينها (41) باللغة العربية أصحابها أجانب وخمس باللغات الأجنبية أصحابها عرب وتنوعت هذه الصحف بين السياسة و الاقتصاد والأدب والدين بينما نمت الصحافة السياسية على حساب الأنواع الأخرى ، كما نشطت الأحزاب السياسية التي اعتمدت الصحافة وسيلتها إلى الجماهير وإلى إعلان رأيها إلى السلطة وقد حاول الصهاينة في هذه الفترة التأثير في هذه المسيرة الصحافية من خلال إصدار وتوزيع بعض النشرات والصحف الصفراء المطبوعة بالحروف العربية من بينها نشرة دورية بإسم " العامل " وأخرى بإسم " حقيقة الأمر " أسبوعية ينشرها حزب العمال الصهيوني الهستدروت .(2)

1- محمد حسين البردويل : الصحافة نشأتها وتطورها ، مرجع سابق ص 44
2- حسين أبو شنب :الإعلام الفلسطيني ، مرجع سابق ، ص 30 ،ص31 .
ومن صحف هذه المرحلة صحيفة " سورية الجنوبية "التي تأسست في 8 أيلول عام 1919م ويشرف على تحريرها عارف العارف ومحمود حسن البدري وهي جريدة سياسية أدبية تصدر مرة واحدة في الأسبوع ثم صدرت نصف أسبوعية وذكر العقاد إنها هاجمت الصهيونية هجوماً عنيفاً مما دفع السلطات إلى تعطيلها بعد أن استمرت في الصدور سنة واحدة .
وصدر في نفس العام صحيفة " مرآة الشرق " لبولس شحادة وهي جريدة سياسية تصدر مرتين في الأسبوع ، وصدرت في أول عهدها باللغتين العربية والإنجليزية ويحرر القسم العربي فيها الدكتور أحمد الشقيري ورئيس تحريرها الأستاذ اكرم زعيتر (1) ، توقفت عن الصدور عام 1939م لإغلاقها من قبل سلطات الانتداب البريطاني وذلك لنشرها قصيدة حث فيها كاتبها علي الثورة والتمرد ضد الإنجليز ، وبعد ذلك صدر العديد من المجلات والصحف الصغيرة التي لم يدم صدورها طويلاً وفي عام 1929م انتقل النشاط الصحفي من القدس إلى يافا وتطورت الصحافة فيها حتى احتلت مركزا هاما في ميدان الصحافة العربية وقد فتحت الاضطرابات والأوضاع غير المستقرة عام 1929م صفحة جديدة في تاريخ الصحافة العربية الفلسـطينية حيث أصبحت جريدة " فلسطين " وهي جريدة حكومة فلسطين الرسمية وهي النشرة العربية للجريدة الإنجليزية التي صدرت في القاهرة من قبل سلطات الانتداب ووجهت إلى عرب فلسطين وتحولت هذه الصحيفة التي ظهرت عام 1918م إلى صحيفة يومية ، و بدأت تظهر اعتباراً من عام 1932م و1933م المجلات المتخصصة في الشئون الإقتصادية والطبية والسينما والتجارة والزراعة (2)
هذا وقد لعبت الصحافة الفلسطينية خلال هذه المرحلة دوراً بارزاً في ثورة القسام الشعبية بين عامي 1936م– 1939م فكانت السلاح الفعال في تعبئة المواطن الفلسطيني من مخاطر الصهيونية والاستعمار البريطاني ولقد وعت حكومة الإنتداب البريطاني للدور البارز التي يقوم به الصحافة فشددت من قبضتها ضد الصحف حتى أن الصحف تلقت أربعة وثلاثين قراراً بالتعطيل والتوقف عن الصدور كما أن إحدى عشرة صحيفة تلقت إنذارات رسمية خلال فترة الإضراب ، ومن الصحف التي أغلقت " اللواء " و " الدفاع " ، وتعرضت الصحافة الفلسطينية في المرحلة الأخيرة من عمر الإنتداب البريطاني ( مرحلة اندلاع وتواصل الحرب العالمية الثانية ) لمعاملة قاسية خاصة فيما يتعلق بالمراقبة حيث أصبح الرقيب يتلقى التوجيهات من سـلطات الرقابة في لنـدن

1- يوسف الخوري : الصحافة العربية في فلسطين ، 1876 – 1948 ، ط1 ( بيروت، مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، 1988م ) ص 28-29
2- محمد البردويل ، الصحافة نشأتها وتطورها ، مرجع سابق ، ص44 إلى ص45 .
واستمر الحال كذلك حتى انتهاء الحرب حيث نظمت مراقبة الصحف ، وعلى العموم فلقد تواصلت
الصحافة في هذه الفترة مضطلعة بدورها الرئيس على أكمل وجه حيث نبهت من مخاطر المؤسسة
الصهيونية العاملة في فلسطين وبدأت مكانتها تتغير بسبب الكفاءة المهنية التي واكبت فيها معطيات التحرك الوطني الفلسطيني ، ومن صحف هذه الفترة صحيفة الاتحاد الأسبوعية وصدرت في 15/5/1944م وهي على علاقة وثيقة بالتنظيم الماركسي اللينيني الفلسطيني (1)

المرحلة الثالثة :
الصحافة الفلسطينية في عهد الإدارتين المصرية والأردنية 1948 – 1967م
بعد نكبة عام 1948م وإعلان قيام ما يسمى بدولة إسرائيل على أرض فلسطين المغتصبة ثم طرد وتهجير الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني ، خضعت مناطق الضفة الغربية وشرقي القدس للحكم الأردني فيما أصبح قطاع غزة خاضعاً لإشراف الإدارة المصرية ، لذا انعكست هذه الظروف الجديدة على واقع الصحافة الفلسطينية وأصبح من الطبيعي أن تخضع كل منطقة لقوانين الإدارة التي تسيطر عليها فارتبطت الصحافة في مناطق الضفة الغربية ، بالتشريعات الإعلامية الأردنية فيما ارتبطت صحافة قطاع غزة بإدارة الحاكم العسكري المصري (2)
ونتيجةً لذلك فقد صُبغت الصحافة في تلك المرحلة بالطابع الحكومي حيث أنها لم تخرج عما تردده الحكومة الأردنية أو المصرية(3)
• أولاً : الصحافة الفلسطينية في الضفة الغربية تحت ظل الحكم الأردني :
انتعشت الصحافة بشكل كبير في ظل الحكم الأردني إلى درجة أن الأردن اعتبر الضفة الغربية جزءاً لا يتجزأ من أراضي المملكة الأردنية وهذا أنعكس إيجابياً على أحوال الفلسطينيين في الضفة الغربية حيث تمرسوا على العمل الصحفي في الأردن وغيرها من البلاد العربية وفتحت لهم أبواب العمل وهيئت لهم الظروف لممارسة العمل الصحفي بشكل حر(4) ويمكن القول أن الفترة ما بين 1951 – 1957م تعتبر الحقبة المزدهرة في تاريخ الصحافة العربية الفلسـطينية في ظل الحكم

1- محمد سليمان ، الصحافة الفلسطينية وقوانين الانتداب البريطاني ، ط1 ( بيسان للصحافة والنشر والتوزيع 1988م ) ص124
2- حسين أبو شنب : الإعلام الفلسطيني ، مرجع سابق ص122 – 123 .
3- رضوان أبو عياش : صحافة الوطن المحتل ( القدس ، دار العودة ، 1987م ) ص18
4- محمد البردويل : الصحافة ونشأتها وتطورها ، مرجع سابق ص63
الأردني الذي أمتد إلى عام 1967م فلقد شهدت الأعوام التي امتدت ما بين الدستور في عام 1952م وتعليقه عام 1957م نشاطاً صحفياً ملحوظاً وقد ساعد ارتفاع نسبة المتعلمين بين الفلسطينيين بنهضة أدبية وصـحفية فـي هذه الفترة واصطبغت الصحافة بالظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، وكانت تهتم في تأدية وظيفتها وفقاً لتلك الظروف وكانت تخصص زوايا خاصة للناشئين من الأدباء الفلسطينيين ، كما كانت تثير العديد من المشكلات الفكرية والأدبية التي تجسد هموم و آمال جيل النكبة(1) وكانت كبريات الصحف الفلسطينية ، كفلسطين والدفاع قد نزحت في في أعقاب النكبة ، من حيفا ويافا إلى القدس وعمان ، وظهرت عشرات الصحف الأخرى كالجهاد والمنار ، ولكن السلطات الأردنية أغلقت معظم هذه الصحف الفلسطينية في عام 1966م وأدمجتها في مؤسستين صحفيتين " القدس والدستور " وأخضعتها للرقابة الصارمة ، ولقد صدر في تلك الفترة العديد من الصحف بلغت ثماني عشر جريدة ومجلة ومنها (12) في حقبة الخمسينات و(6 ) في حقبة الستينات موزعة بين القدس ورام الله وبيت لحم ونابلس وصدر في القدس قبل عام 1967م ثلاث صحف رئيسية وهي :-
1- صحيفة القدس : أسسها الصحفي الفلسطيني عيسى العيسى حيث ركزت جل اهتمامها ضد حكومة الانتداب البريطاني وظلت تصدر حتى عام 1948م ثم توقفت لتعود إلى الصدور مرة أخرى في القدس وحتى عام 1967م ( 2 ) .
2- صحيفة الدفاع :تأسست في يافا عام 1934م على يد الصحفي إبراهيم الشنطي ثم انتقلت إلى القدس عام 1948م واستأنفت الصدور حتى حرب حزيران عام 1967م .
3- صحيفة الجهاد : تأسست في مدينة القدس عام 1953م لأصحابها محمود أبو الزلف ومحمود يعيش وسليم الشريف ، توقفت عن الصدور بعد الإحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967م ثم تمكن محمود أبو الزلف من إعادة إصدارها تحت اسم " القدس " أواخر عام 1968م ( 3 ) .
ثانياً : الصحافة الفلسطينية في قطاع غزة تحت الإدارة المصرية
عاش قطاع غزة أبان فترة حكم الإدارة المصرية عليه فترة انتعاش ثقافي ، فأسست النقابات المهنية للعمال والمعلمين ، وازداد الوعي السياسي وانتشرت الأحزاب ، ولعبت المهرجات الشعرية

1- رضوان أبو عياش : صحافة الوطن المحتل ، مرجع سابق ص 80 .
2- حسين أبو شنب : الإعلام الفلسطيني ، مرجع سابق ص 51 .
3- رضوان أبو عياش : صحافة الوطن المحتل ، مرجع سابق ص 19 .
والمنتديات الفكرية دوراً بارزاً في هذا الإنتعاش الثقافي ، والتعبئة الوطنية ، وفي خصم تلك الحالة انتشر الوعي الصحفي بأشكاله المختلفة من المنشورات والبيانات وصحف الحائط والملصقات ، والرسوم والصور وأصدرت العديد من الصـحف والمجـلات والكتب على الرغم من الإمكانات المحدودة للصحف ، إلا أنها كانت محاولات جادة للتعبير عن الوعي المحاصر في القطاع المحاصر (1).
وبدأت الصحافة في قطاع غزة متأخرة عن سواها من المناطق الفلسطينية الأخرى ، كيافا والقدس وحيفا ، حيث صدرت أول صحيفة في قطاع غزة في عام 1927م باسم صوت " الحق " التي أصدرها المحامي فهمي الحسيني ، وكانت نصف شهرية ، ثم أصدر معها مجلة متخصصة بالشئون الحقوقية والمراجع القانونية وهي مجلة " الحقوق " التي عمل فيها المحامي فوزي الدجاني ، وبعد العام 1948م صدرت في قطاع غزة عدة صحف ، منها جريدة " غزة " في الفترة بين 1954م-1962م وكانت أسـبوعية ، يرأس تحريـرها خميس أبو شـعبان ، ثم صـدرت جريـدة " الصراحة الأسبوعية " ، عن النادي القومي وأشرف عليها المرحوم حلمي السقا ، وكذلك صحيفة " اللواء الأسبوعية " التي رأسها تحريرها الدكتور صالح مطر وجريدة "الرقيب الأسبوعية" التي أشرف عليها المرحوم الشيخ عبد الله العلمي ، ثم جريدة " الوطن العربي" التي أصدرها الحاج رشاد الشوا ، وصدرت أول جريدة يومية سياسية في غزة باسم " التحرير " في النصف الثاني لعام 1958م وترأس تحريرها المحامي زهير الريس ، ثم أصبحت صحيفة أسبوعية تصدر بالاشتراك مع دار الأخبار اليوم المصرية ، وصار اسمها " أخبار فلسطين " وبقى زهير الريس رئيساً للتحرير فيها (2) .
وكانت هذه الصحيفة عبارة عن مؤسسة صحفية كاملة ، ساهم فيها المصريون بنصف رأس المال ، ومن بين الرسامين الذين عملوا فيها الرسام إسماعيل شموط ، ورسام الكاريكاتير إسماعيل عاشور ، أما الأقلام التي شاركت فيها فقد ضمت من الصحفيين والأدباء والشعراء ومنهم الشهيد معين بسيسو ، وزين العابدين الحسيني ، وبكر أبو عويضة ، وأسامة شراب ، والكاتب المصري محمد جلال كشك ، وقد صدر العدد الأخير في الخامس من حزيران 1967م ومن الجدير بالذكر أن الصحيفة أصبحت تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، بعد تأسيس المنظمة في 1964م وأخذت

1- حسين أبو شنب : الإعلام الفلسطيني ، مرجع سابق ص 105 .
2- وليد الجعفري : الصحافة الفلسطينية في الضفة الغربية 1967-1985 – الواقع والمشكلات ، مجلة صامد الاقتصادي السنة الثامنة ( العدد 59 ،1986 ) ص 48 .
المنظمة تشرف عليها ابتداء من 4/10/1965م ، ومن المجلات التي صدرت في قطاع غزة قبل 1967م مجلة " العودة " صدرت عن الاتحاد القومي الفلسطيني في 1958م وكانت مجلة شهرية مصورة تطبع في القاهرة ( 1 ) ومجلة " المستقبل " وهي شـهرية يتـرأس تحريرها محمد جلال عناية ، استمرت من عام 1952- 1956م ، " الحياة العربية " ، مجلة لم تصدر بسبب حرب 1967م ، وأشرف عليها زهير الريس ومحمد عناية . ( 2 )
وكما كان هناك العديد من المطابع من بينها مطبعة العلمي في حي الدرج ومطبعة أبو شعبان في حي الزيتون ومطبعة السقا في خانيونس (3)
وبصورة عامة بقيت الصحافة في قطاع غزة متخلفة عن نظيرتها في الضفة الغربية ، وهذا ما دفع البعض إلى الانتقال للقدس لتأسيس صحف فيها (4 ) .
---

1-وليد الجعفري : الصحافة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ، مجلة صامد الاقتصادي السنة الثامنة ، مرجع سابق ص 48 –49 .
2- حسين أبو شنب : الإعلام الفلسطيني ، مرجع سابق ، ص 112 .
3- حسين أبو شنب : نفس المرجع السابق ، ص 108 .
3-وليد الجعفري : مجلة صامد الاقتصادي السنة الثامنة ، مرجع سابق ص 49 .
المرحلة الرابعة
مرحلة الاحتلال الإسرائيلي من عام 1967 – 1994م
مع وقوع الاحتلال عام 1967م ، توقفت الصحف العربية في الضفة الغربية وقطاع غزة عن الصدور ، فأصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي جريدة " اليوم " لسد الفراغ الإعلامي العربي ، في الضفة والقطاع ، إلا أن محاولتها هذه باءت بالفشـل ، ثم عادت فدفعت بصـحيفتها الثانيـة " الأنباء " في 24/10/1968م وكانت أكثر قدرة على المناورة من سابقتها ، وقد غابت عن المنابرة الوطنية في الضفة و القطاع ، بعد الاحتلال لفترة من الزمن ، انطلاقاً من الإجماع الوطني بمقاطعة كافة دوائر الاحتلال الإسرائيلي ومؤسساته ، لإنتفاء الشرعية عنه ، اعتقاداً من القوى الوطنية بأن مدة الاحتلال لن تطول ، أسوة بما حدث أبان العدوان الثلاثي في العام 1956م ، رغم الاختلاف الواضح بين العدوانيين ، وهكذا بقيت الحركة الوطنية ، وظل الصحفيون الفلسطينيون في حيرة وارتباك إزاء الأوضاع الجديدة ، إذ أدت حرب حزيران / يونيو 1967م، إلى انعطافه حادة في مسمار القضية الفلسطينية وانعكس ذلك على الحياة الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية الفلسطينية ، فضلاً عن الحياة الثقافية و الإعلامية (1)
وواجهت الصحافة العديد من المصاعب والمتاعب وقمع الأقلام الحرة ، والتضييق على حرية الصحافة في هذه الفترة وكان من أبرز هذه المتاعب تعرضها لمقص الرقابة والعسكرية الإسرائيلية ، لقناعتها بأن تلك الصحف تعمل على التحريض ضد الاحتلال وتنمي الروح الوطنية ، لدى أبناء الشعب الفلسطيني ، وفي أواخر عام 1967م صدرت جريدة " القدس " لصاحبها محمود أبو الزلف ، وأصدرت القدس بعد دمج صحيفتي " الدفاع والجهاد " ، وبعد ذلك توالى إصدار الصحف ، فصدرت في عام 1970م، صحيفة " الشعب " في بيت لحم لصاحبها إبراهيم فضل ، وفي عام 1972م صدرت صحيفة " الفجر " ليوسف نصر ، وفي عام 1978م، صدرت جريدة " الطليعة " وترأس تحريرها بشير البرغوثي ، وفي عام 1980 صدرت صحيفة " الميثاق " لمحمود الخطيب و " الدرب " صدرت في عام 1985م " والنهار " في عام 1986م ، " البيادر السياسي " عام 1981م وفي عام 1982م صدرت " الوحدة " لفؤاد سعد وهي يومية صدرت أسبوعاً مؤقتاً (2)

1- انشراح عاشور : الصحافة الفلسطينية تحت الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة ، مجلة صامد الاقتصادي (السنة السابعة عشر العدد 768 )، مرجع سابق ص63.
2- حسين أبو شنب : الإعلام الفلسطيني ، مرجع سابق ، ص 120 .
وفي عام 1986م صـدرت أول صـحيفة فلسـطينية من نوعها باللغة العبرية ، وكانت أسبوعية يصدرها زياد أبو زياد ، وهي صحيفة " الجسر " ، أما عن قطاع غزة ، فكانت الصحافة محدودة جداً فقد أصدر زهير الريس مجلة " العلوم " ثم " الأسبوع الجديد " في السبعينات ، وظهرت خلال تلك الفترة العديد من المجلات ، منها مجلة " البيادر " لجاك خزمو عام 1967م والكاتب أسعد الأسعد صدرت عام 1979م (1)
وعلى الرغم من الشروط الصعبة ، والقيود التي يتعمد الاحتلال فيها ، التضيق على الصحف والمجلات كالإغلاق المؤقت والدائم وتقييد وحصر عملية التوزيع و الاعتداء على العاملين في حقل الصحافة ، والتحكم في عملية النشر من خلال الرقيب العسكري ، ورغم كل هذا إلا أن الصحافيين الفلسطينيين استطاعوا بجهودهم منذ عام 1967م وحتى عام 1987م إصدار ما يقارب من 22 رخصة لتأسيس صحف داخل القدس المحتلة ، منها يومية وأسبوعية(2)
ومما لا شك فيه أن الصحافة تحت الإحتلال لم تعكس حياة الضفة و القطاع ، بل تشكل جزء من تلك الحياة فالرقابة الإسرائيلية ، وضعت الصحفي الفلسطيني في مأزق ، اتجاه القراء نظراً لاستبدالها مفرداته ، بمفردات تخدم السياسة الإسرائيلية ، وبصرف النظر عن الدور المؤثر الذي لعبته صحافة الداخل على الصعيد السياسي إلا أنها ظلت بعيدة عن مشاكل الجماهير ، وهمومها إلى حد بعيد ، فعجزت عن أن تصبح صحافة محلية ، في المقام الأول ، فقد حفلت صفحات هذه الصحافة مختلف العناوين والتعليقات التي تعكس اهتمامها بالأحوال الدولية والعربية ، على حساب الأخبار المحلية ، وقد برزت هذه الصحف مثيلاتها من الصحف العربية ، في تأكيدها على ضرورة الوحدة العربية من أجل التحرير كما أن هذه الصحف اكتشفت بالنقل من وكالات الأنباء العالمية ، فضلاً عن التزام كل صحيفة باتجاه سياسي ، محدود التوقيع فيه ، بإغلاق صفحاتها أمام التيارات والاتجاهات الأخرى ، من داخل الخط الوطني ، الأمر الذي وضع هذه الصحف في ضيق(3)
وتعاني الصحافة العربية الفلسطينية في إسرائيل اليوم من المضايقة التي تفرضها السلطات الإسرائيلية عليها مستخدمة في ذلك صلاحيات أنظمة الطوارئ ، التي تمنح السـلطات الإسرائيلية

1- محمد البردويل : الصحافة نشأتها وتطورها ، مرجع سابق ، ص65 .
2- رضوان أبو عياش : صحافة الوطن المحتل ، مرجع سابق ص20 .
3-انشراح عاشور : الصحافة الفلسطينية تحت الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة ، مجلة صامد الاقتصادي ، ( السنة السابعة العدد 768 ) مرجع سابق ص 80 – 81 .
المسؤولة إغلاق أي صحيفة تعارض سياستها الغادرة (1) .
وخلاصة القول أن الصحافة في فترة الاحتلال الإسرائيلي عانت أشد المعاناة على اختلاف أشكالها ولكن ، ذلك لم يمنع من إصدار عدد كبير من الصحف والمجلات وأن تلك الصحف أدت رسالتها في حدود إمكانيتها ، وعالجت القضايا الوطنية وركزت على شحذ الهمم والتعبئة وتوعية المواطنين بالأخطار المحدقة بهم . (2)

-------

1- أمل خالد عيسى : الصحافة العربية في إسرائيل منذ 1948 – 1995 ، مجلة صامد الاقتصادي السنة الثامنة عشر ، العدد 70 ، 1995م ، ص109.
2- حسين أبو شنب : الإعلام الفلسطيني ، مرجع سابق ص122.
المرحلة الخامسة
مرحلة السلطة الوطنية ، من 4/5/1994 وحتى يومنا هذا *
مع قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية لأرض الوطن ، عام 1994 انتقل الشعب الفلسطيني ، إلى مرحلة جديدة من مراحل تاريخه ، وإيماناً منها بدور الإعلام والصحافة في معركة التحرير والبقاء،التي بدأت تخوضها من على أرض الوطن ، فمنذ قدومها عملت السلطة الوطنية على تنظيم قانون المطبوعات والنشر الذي ينظم العلاقة بين السلطة والصحافة ، وبدأت تتبلور الحركة الصحفية في ظل السلطة بإعطاء تراخيص لإصدار صحف،وكان أولها صحيفة " فلسطين "،والتي صدرت في 23/9/1994م لصاحبها طاهر شريتح ، ولم تدم تلك الصحيفة طويلاً حتى صدر منها عدة أعداد بلغت حوالي 14 عدد ، ثم توقفت ، كما وقد صدرت في 10/11/1994م ، صحيفة " الحياة الجديدة " وهي مقربة من السلطة ، ويرأس تحريرها حافظ البرغوثي ، ومديرها نبيل عمرو ، وبدأت أسبوعية ثم تحولت يومية ، كما صدرت في 8/12/1994م صحيفة " الوطن " الناطقة باسم حركة المقاومة الإسلامية " حماس " وأغلقتها السلطة لأسباب سياسية ، وصحيفة" الاستقلال " الناطقة بإسم حركة الجهاد الإسلامي عـام 1995م وفـي نهـاية عام 1995م صدرت صحيفتي " البلاد والأيام " اليوميتان ، ومؤخراً تحولت البلاد إلى أسبوعية ، كما صدرت عن أجهزة السلطة عدة صحف ومجلات ، منها " الأقصى والساحل و الزيتونة و الرأي والصباح " ، وغيرها من الصحف التي تحتاج إلى رعاية وتوجيه ، وتدريب وتبويب بحيث تسير وفق خطة ومنهج مع الغاية والمنهج التي تعبر عنها الصحفية أو المجلة (1)
ومؤخراً وبالتحديد في 13/2/1997م صدرت صحيفة " الرسالة " ، الناطقة باسم حزب الخلاص الوطني الإسلامي ، وهي أسبوعية تصدر كل يوم خميس ، ويرأس تحريرها صلاح البردويل ، كما وصدرت في بداية عام 1997م عن مركز فلسطين للدراسات والبحوث الذي يرأسه الدكتور محمد الهندي مجلة " فلسطين " غير الدورية ، ذات الميول الإسلامية ، وإجمالاً ، واقع الصحافة الفلسطينية في هذه الفترة شهد ازدحاماً ونهضة كبيرة ، بالرغم من قلة إمكانياتها إذا ما قورنت بإمكانيات الصحف في البلاد العربية والأجنبية .

1- حسين أبو شنب : أضواء على الإعلام الفلسطيني ، (جريدة الحياة الجديدة العدد 466: ) ، مرجع سابق 2/12/1996م
* حتى كتابة هذا البحث في ابريل 2007م .
و لا زالت الصحافة الفلسطينية تفتقر إلى صحفيين مهرة في عملهم نظراً لسياسة التجهيل وتكميم الأفواه والمطاردة ، التي كانت تتبعها سلطات الاحتلال ولكن ظهرت مع قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية بدايات مطمئنة بإمكانية خلق جيل صحفي قادر على التعامل مع الأحداث وتطوير نفسه
وبالرغم من ضعف أداء الصحف الفلسطينية إلا أنها بالمقارنة تمثل نهضة كبيرة في الواقع الصحفي الفلسطيني وسيكون لها أثر إيجابي في المستقبل على توجيه وبلورة الرأي العام الفلسطيني ، والتأثير في الرأي العام العالمي .
وبالرغم من المضايقات التي تعرض لها الصحافيين في بداية عهد السلطة الوطنية نظراً لحالة الفوضى و الارتباك التي كانت تسود السنوات الأولى لقدوم السلطة الوطنية ، إلا أن العلاقة بين السلطة والصحافة بدأت أكثر وضوحاً وتشهد حالياً العديد من الخطوات التي اتخذتها السلطة لترسيخ تلك العلاقة مع الصحافة .
وظهرت في الآونة الأخيرة ، العديد من الأصوات التي تنادي بتعديل قانون المطبوعات والعمل به وحماية الصحافة والقائمين عليها ، وإزالة العوائق التي تحول دون تأدية الدور المنوط بهم لخدمة المجتمع ومجابهة الإعلان و الدعاية الصهيونية .


المبحث الثاني


الصحافة الفلسطينية المهاجرة

لا شك أن غالبية الصحافيين الفلسطينيين أصبحوا صحفيون مهاجرين بعد وقوع النكبة الفلسطينية في عام 1947م ، وإعلان دولة إسرائيل على أرض فلسطين المحتلة ، حيث تفرق الصحافيون الفلسطينيون بين الدول العربية لذلك فإن الطابع العام للصحافة الفلسطينية بعد عام 1947م هو طابع الصحافة المهاجرة (1)
ولقد تميزت الهجرة الصحفية بسمتين :
- الأولى :
أنها في غالبها هجرة صحفيين وليست صحف .
- الثانية :
وهي أن هذه الهجرة كانت هجرة داخلية ، أي تكاد أن تكون قاصرة على الهجرة إلى الأقطار العربية .
أما الهجرة الصحفية الفلسطينية المعاصرة ، أي التي تمت في السنوات العشر الأخيرة التي تبدأ من منتصف السبعينات إلى منتصف الثمانينات ، فإن الطابع العام الذي يغلب عليها يكاد يختلف جذرياً عن الطابع العام للهجرة السابقة ، فالهجرة الفلسطينية المعاصرة تتميز بسمتين بارزتين .
• السمة الأولى :
أنها هجرة صحف ، حيث قام الفلسطينيون بإصدار صحف خاصة بهم تعبر عن آراء واتجاهات الفصائل الفلسطينية المتعددة وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية .
• السمة الثانية :
أنها هجرة خارجية ، فأغلب الصحف الفلسطينية المهاجرة صدرت خارج الوطن العربي ، حيث تركز أكثرها في قبرص ووجد بعضها في لندن ،وباريس وهناك أكثر من عامل وراء اتخاذ الهجرة الصحفية الفلسطينية طابع الهجرة الخارجية ، ولعل من أهمها دخول الفلسطينيون كطرف في الصراعات العربية(2) ، وقيام الأنظمة المعارضة لمنظمة التحرير الفلسطينية بوضع الصعوبات والقيود أمام الفلسطينيين في مجال التعبير عن مواقفهم السياسية سواء من خلال الصحف التي يصدرها فلسطينيون ، أو من خلال الصحف المحلية داخل هذه الأنظمة ، وقد يصل الأمر إلى قيام

1- فاروق أبو زيد : الصحافة العربية المهاجرة ، ط1 ، ( مكتبة مدبولي ، القاهرة ، 1985 ) ص213 .
2- نفس المرجع السابق ، ص 215 .


هذه الأنظمة العربية بإغلاق بعض الصحف الفلسطينية الصادرة بها ، كما حدث بالنسبة لصحف الفلسطينية في الأردن وسوريا وليبيا ولبنان ، معنى ذلك أن الصحف الفلسطينية رأت أن تصدر خارج الوطن العربي حتى لا تكون رهينة لأي نظام عربي يمنحها حق التعبير عن مواقفها وقتما يشاء ويمنع هذا الحق عنها وقتما يشاء أيضاً وصدرت في المهجر ست مجلات هي :
• الشرق الجديد :
جريدة في حجم مجلة ، أسسها في لندن الصحفي الفلسطيني عبد الوهاب فتال في يناير 1973م وأعلنت أنها جريدة انتقادية شهرية لا تقبل الإعلانات ويغلب على الجريدة طابع صحافة الرأي ، فأكثر مادتها مقالات صحافية ، ويندر أن ينشر بها أخبار صحافية ، أو أي ألوان أخرى من الفنون الصحفية مثل الأحاديث الصحفية التحقيقات الصحافية الجريدة ، وهي بحجم أقرب إلى حجم المجلات المتوسطة ، كذلك يغلب عليها الطابع العام للمجلات وليس فيها من طابع الجرائد سوى المانشتات التي تحتل ثلاثة أرباع الصفحة الأولى .
ورغم أن الجريدة تصدر في لبنان ، إلا أنها تطبع على ورق أزرق بدائي ، و إخراجها الفني بدائي فهي أشبه بالجرائد العربية الأولى التي ظهرت فترة نشأة الصحافة العربية في النصف الأول من القرن التاسع عشر .
• شؤون الساعة :
صدرت مجلة شؤون الساعة في بريطانيا عام 1979م عن شركة هينكس ليمتد ، للصحافة و النشر ، وأعلنت أنها مجلة عربية سياسية مستقلة ، ويرأس تحريرها ياسر حجازي ، أما الشعار الذي تضعه المجلة فهو : صوت الإنسان العربي في بريطانيا (1) ، ورغم أن المجلة تدعى أنها صحيفة مستقلة إلا أنه يلاحظ من خلال تحليل مضمونها ، أن سياستها تقوم على الدفاع عن منظمة التحرير الفلسطينية والقضايا الفلسطينية ، ويبدو أن هذا الالتزام بخط المنظمة أوقع المجلة في العديد من المشكلات مع الأنظمة العربية التي تختلف مع منظمة التحرير الفلسطينية ، ومن هذه المشكلات منع دخول المجلة إلى بعض الأسواق العربية بالإضافة إلى الضغط على مصادر الإعلان التي تتعامل مع المجلة لمنع الإعلان عن صفحاتها ، وقد وصلت حدة هذه المشكلة إلى الدرجة التي اضطرت فيها المجلة لتخصيص إحدى افتتاحيتها لاطلاع القارئ على بعض هذه المشكلات .

1- فاروق أبو زيد : الصحافة الفلسطينية المهاجرة ، مرجع سابق ص214 - 216 .

* الأفق :
صدرت مجلة الأفق في عام 1981م بقبرص عن شركة منشورات الأفق المحدودة ، يرأس تحريرها على الشيخ ، والمجلة تتبنى وجهة نظر منظمة التحرير الفلسطينية تجاه القضايا الفلسطينية العربية والدولية ، ويلاحظ غلبة الطابع الفكري على المجلة ، وكذلك ندرة الإعلانات مما يشير إلى أنها تمول من قبل منظمة التحرير الفلسطينية ، ولعل ما يؤكد انتماءها للمنظمة ، تخصيصها لأكثر من عدد لتغطية الدورة الـ 17 للمجلس الوطني الفلسطيني ، وتأكيدها على نجاح هذا المؤتمر في تحقيق ما سمته انتصار استقلالية القرار الفلسطيني .
• البلاد :
مجلة أسبوعية سياسية صدرت في عام 1984م عن مؤسسة الديار للطباعة والنشر ( نيقوسيا ، قبرص ) ورأس تحريرها وليد نويهض ، والمجلة تركز على الشؤون الفلسطينية ، وتهتم بصفة خاصة بأخبار الفلسطينيين في الأرض المحتلة ، وهي تتبنى بشكل واضح سياسات ومواقف منظمة التحرير الفلسطينية وتنفرد المجلة بنشر العديد من التحقيقات الصحافية من داخل الأرض المحتلة ، و قد نوهت المجلة بذلك واعتبرته نصراً صحفياً ، حيث قالت : بعد جهود طويلة دامت قرابة الستة أشهر نجحت البلاد في الدخول إلى المخيمات الفلسطينية في الأرض المحتلة سواء تلك التي احتلت في عام 1948م أو تلك التي تم احتلالها في عام 1967م .
• العرب الدولية :
صدرت في قبرص عام 1984م عن دار الدليل العربي الموحد ، ويرأس تحريرها محمد سعد وهو فلسطيني يتبنى مواقف منظمة التحرير ، وتعاطف في نفس الوقت مع السياسة المصرية والمجلة التي ترى أن تبنيها للمواقف والمصالح الفلسطينية لا تنقص من طابعها الاستقلالي الذي تحرص عليه على اعتبار أن الانحياز للقضية الفلسطينية لا يعتبر انحيازاً لأنه التزام لابد منه ، كونها مطبوعة تتحدث بالعربية وتؤكد المجلة عدم تبعيتها لأي نظام عربي ، أو أي تنظيم أو حزب عربي وإنما هي تتبع فقط مصالح الشعب الفلسطيني والشعوب العربية .
* اليوم السابع :
مجلة أسبوعية سياسية ثقافية ، صدرت بباريس في عام 1984م عن شركة الأندلس الجديدة ، رأس مال 100 ألف فرنك فرنسي ، ويرأس تحريرها بلال الحسن ، وهو صحفي فلسطيني ويعمل مستشاراً سياسياً لياسر عرفات ، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ، ويمكن اعتبار المجلة لسان حال منظمة التحرير الفلسطينية في أوروبا ، ويبدوا أن المنظمة قررت إصدار المجلة بباريس ، لتدافع من خلالها عن سياستها ومواقفها ، ولترد على الهجمات الموجه إلى المنظمة ، خاصة بعد وقوع الانشقاق في منظمة فتح ، عقب خروج ياسر عرفات من طرابلس ، و تمثل الشئون الفلسطينية النسبة الغالبة على اهتمامات المجلة ، كما أن أكثر كتابها من الفلسطينيين أو من الكتاب العرب المتعاطفين مع القضية الفلسطينية ومع منظمة التحرير الفلسطينية، والمجلة تصدر في حجم كبير أقرب إلى حجم الجرائد النصفية ، وهي تهتم بمقالات الرأي أكثر من اهتمامها بالتغطية الإخبارية للأحداث ، فهي أقرب إلى المجلات الشهرية من المجلات الأسبوعية الأخبارية ، وهو أمر يتناسب مع الهدف في إصدارها وهو التعبير عن مواقف منظمة التحرير الفلسطينية وسياستها (1) ، هذا بخلاف الصحف والمجلات الفلسطينية التي صدرت عن المنظمات الثورية وخاصة حركة فتح الحركة الأولى في منظمة التحرير الفلسطينية فنجد أن هناك العديد من هذه الصحف منها :
1- فلسطيننا : وهي مجلة شهرية صدرت في بيروت عام 1959م وأشرفت على تحريرها حركة فتح قبل بدء الكفاح المسلح عالجت موضوع الكيان الفلسطيني والشخصية الفلسطينية ، وصدرت صحيفة " فلسـطين " نصـف شـهرية عام 1964م في بيروت وأشرف على تحريرها غسان كنفاني . (2)
وكذلك صدرت نشرة " الثأر " وهي نشرة أسبوعية سياسية فكرية من منشورات هيئة مقاومة الصلح مع إسرائيل وصدرت في بيروت عام 1952م وظلت تصدر حتى أواسط 1958م وتختص بتناول موضوعات القضية الفلسطينية وتطوراتها السياسية وهي المنبر الرئيسي لحركة القوميين العرب ، وتعتبر هذه الصحف نماذج من صحافة المقاومة الفلسطينية التي ظهرت مع ظهور حركة المقاومة الفلسطينية سواء على شكل نشرات سرية أو منشورات خاصة أو على شكل مجلات أو نشرات والتي تعكس واقع المقاومة الفلسطينية بكل الاتجاهات السائدة وما تحمله من قضايا وموضوعات مختلفة وتصدر خارج الأرض المحتلة تميزاً لها عن تلك التي تتصدر في الأرض المحتلة كإمتداد طبيعي لمراحلها التاريخية آنفة الذكر(3) ولقد دخلت الصحافة الفلسطينية في الخارج منعطفاً جديداً في تاريخ يتلاءم مع نمو حركة المقاومة الفلسطينية التي أكدت على ضرورة إبراز الشخصية الفلسطينية ودور الشعب الفلسطيني في عملية التحرير فكلما خرجت المقاومة من نطاق العمل السري المحدود إلى العمل العلني الواسع كلما انتقلت الصحافة ونمت وتميزت بأنها صحافة

1-فاروق أبو زيد : الصحافة العربية المهاجرة ، مرجع سابق ، ص 116 – 222 .
2-فاروق أبو زيد : نفس المرجع السابق ، ص 213 .
3-محمد البردويل : الصحافة نشأتها وتطورها ، مرجع سابق ، ص61 .
الثورة في هذه المرحلة وتركزت موضوعاتها على الكفاح المسلح وعلى حرب التحرير الشعبية وصدرت أكثر الصحف في هذه المرحلة من الأردن بين عامي 1967م و1970م لأن منظمة التحرير كانت هناك في ذلك الوقت لأن أكثر الصحف توقفت بعد هذا التاريخ أثر أحداث أيلول واضطرت بعض منظمات المقاومة إلى شراء أو استئجار امتيازات صحف لبنانية أصدرتها بأسمائها اللبنانية الأصلية فصدر في تلك المرحلة ( 63 ) نشرة وصحيفة بالعربية وست نشرات باللغات الأجنبية وتتوزع هذه الصحف بين صحف مركزية وصحف غير مركزية وصحف صادرة عن الاتحادات والنقابات المهنية الفلسطينية ، ومن الصحف في تلك الفترة " الهدف " سنة 1969 " و الحرية " عام 1959م وجريدة " فتح اليومية " عام 1970 ومجلة " فلسطين الثورة " 1972م ومن صحف الاتحادات النقابية " فلسطيننا " 1972م " وصدى الثورة " 1974م (1) .
ونختم ببعض الملاحظات التي سجلها د. فاروق ابو زيد على مجمل الصحف الفلسطينية الصادرة خارج الوطن العربي (2).خيث يصفها بـ:
أولاً : غلبة الطابع الفكري على هذه المجلات أو الجرائد واهتمامها بتحليل الأحداث وتفسيرها من وجهة النظر الفلسطينية ، أكثر من اهتمامها بمتابعة الأحداث اليومية الجارية .
ثانياً : رغم أن هذه الصحف ، تصدر عن طريق أفراد أو شركات مساهمات إلا أن تمويلها يأتي من الدعم الذي تقدمه منظمة التحرير الفلسطينية ، يؤكد ذلك أن نسبة ما ينشر بهذه الصحف من الإعلانات لا يكفي لتلبية نفقات إصدارها .
ثالثاً : الضغط الشديد الذي تعانيه هذه الصحف في مستوى ما تقدمه من مواد صحافية وكذلك الضعف الشديد في إخراجها الفني ووجود ذلك إلى افتقاد هذه الصحف إلى الكوادر الصحفية المدربة وكذلك قدرة من يكتب بها من كُتاب العرب المعروفين على مستوى أقطار الوطن العربي .


1- محمد البردويل : الصحافة نشأتها وتطورها ، مرجع سابق ، ص27-28 .
1- فاروق أبو زيد : الصحافة العربية والمهاجرة ، مرجع سابق ، ص223 .

المصدر: مجلة العرب الجمعة، مايو 25، 2007
نشرت هذه الدراسة في مؤتمر تجمع الصحفيين من اجل الديمقراطية
الكاتب: أستاذ الصحافة الالكترونية المساعد -كلية الإعلام – جامعة الاقصي- فلسطين

الحركات الجهادية السلفية وتأثيراتها السلبية في لبنان

بلال صعب وماغنوس رانستروب
تسعى هذه المقالة الى درس تاريخ وديناميكية الجهادية السلفية في لبنان، شرح اسبابها، البحث في تأثيرها على الامن المحلي اللبناني واستكشاف مسارها المستقبلي. كما تضع المقالة امامنا سلسلة من الوصفات السياسية التي يمكنها أن تساعد على تخفيض تهديد الجهادية السلفية المحلية بفعالية، والتخلص منها في النهاية. يقصد من المقالة تقديم تقييم مستقل ومعمق لتهديد الجهادية السلفية، المتأثرة بالقاعدة، لأمن لبنان الحاضر والمستقبلي. فالنقاش الهادئ والمتبصر حول موضوع القاعدة في لبنان يعتبر امرا ضروريا ومتأخرا جدا. لقد كان، ولسوء الحظ، مربكا ان لم يكن مهملا عن قصد في الحقل العام اللبناني، ويعود ذلك جزئيا الى ميل النخب المحلية الحالية لمعالجة خطر التطرف الديني السني في بلادهم بشكل عادي وعدم اكتراث غالبا، لاسباب سياسية مختلفة. وفي محاولة للتنقيب في تاريخ الجهادية السلفية، سماتها وأسبابها، يرغب المؤلفان في ارساء ارضية جديدة وضع قضية تقول ان الجهادية في لبنان ليست ظاهرة فلسطينية حصريا، وان امتدادها العالمي ليس محصورا بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين، بالاضافة إلى ذلك، تحتج المقالة بالقول ان الحركة الجهادية السلفية ليست بدعة سورية. وبذلك، يضع المؤلفان امامنا معلومات اختبارية كافية لاثبات ان الحركة الجهادية السلفية كانت قادرة بالفعل، على مدى السنوات الخمس الماضية، على جذب عدد اكبر من الاتباع اللبنانيين. بمعنى آخر، تحاول المقالة الاثبات بأن القاعدة في لبنان لديها مجموعة حقيقية ومتأصلة من المؤيدين والانصار. بالواقع، إن ’لبننة’ كهذه للحركة الجهادية السلفية قد تسارعت بالفعل وأخذت تحولا اكثر خطورة عقب حرب العراق في عام 2003. ولاحداث بعض الاختراق في ضباب علم الالفاظ والدلالات ذات المعنى الدقيق المحيطة بمفهوم الارهاب الاسلامي، تبدأ المقالة بتقديم تعريفات عملية مناسبة وواضحة للسلفية والجهادية السلفية، وهما مصطلحان مختلفان جدا، غالبا ما اديا الى ارباك خاطئ والى استخدامهما بشكل قابل للتبادل في النقاش العام وأدب الارهاب. ومن ثم تفسر المقالة اسباب الجهادية السلفية المرتبطة بالقاعدة في لبنان، وتصف ديناميكيتها، وتفرغ ما تحويه الكيانات المتعددة الأشكال المرتبطة، التي يمكن أن تكون مرتبطة مع القاعدة عبر الفئات المتعددة الموجودة في مناطق لبنان المختلفة، وتقيم التهديد الذي تشكله على لبنان. ثانيا: تحلل المقالة بحذر واهتمام الدور الذي قد تكون سوريا تلعبه في كبح انتشار القاعدة في لبنان، موضحة الإمكانات والحدود لدور كهذا. أخيرا، تضع المقالة أمامنا سلسلة من الوصفات السياسية المقصود بها مساعدة الدولة اللبنانية على تخفيض مستوى تهديد الجهادية السلفية المحلية، ومن ثم التخلص منها في النهاية.

تقدم نظرية الصراع الاجتماعي اضاءات مفيدة على السبب الذي يدعو الافراد، عموما، للارتباط بالارهاب او النشاط المسلح. اذ تعرض نظرية كهذه الى القول بان الارهاب لديه هدف بناء مثل العمل كمحفز لاحداث تغيير اجتماعي ضروري وايجابي، او تشكيل قناة يتم التعبير من خلالها عن عدم المساواة السياسي، الاجتماعي والاقتصادي والتخفيف منه. وتعرض تعقيدات هذه المقاربة بما يتعلق بجذور الارهاب الى ان اسباب العنف يمكن تحديدها بالظلم السياسي، الاجتماعي والاقتصادي. حرب السنتين وعلى الرغم من النوعية المتفق عليها لاتفاقات تقاسم السلطة هذه، فقد اثبتت احداث 1975 انها مرعبة جدا للنظام وللائتلاف الحاكم. وقد نسب انهيار النظام الى جملة من العوامل الداخلية، بما في ذلك التحول الديموغرافي الذي كان، وبشكل متزايد، في مصلحة المسلمين على حساب المسيحيين، الصدع الطائفي الذي منح وضعا مهيمنا للموازنة على حساب المسلمين، نهوض نخبة من المفكرين الراديكاليين داخل المجتمع الداعمين للتغيير الاجتماعي - السياسي وللخط العروبي، وعجز النخب اللبنانية عن التعامل بفاعلية مع التطور الاقليمي والاختلافات والفروقات الاجتماعية- الاقتصادية التي ادت عموما إلى حرمان المسلمين. ما بعد الطائف واتحدت الظروف الاقتصادية المناوئة مع القلق والاضطراب الاجتماعي المتنامي ليضاف ذلك الى قلة الاهتمام بالمناطق الافقر في شمال وجنوب لبنان. فاتفاقية الطائف عام 1989، التي انهت الحرب الاهلية، نظمت عددا من بنود الميثاق الوطني، وبذلك فسرت مبادئ التوزيع الطائفي للسلطة. وبدلا من إلغاء الطائفية، اعاد اتفاق الطائف التأكيد على وجود تخصيص كل المراكز في بيروقراطية الدولة وفق الحصص الطائفية. اضف الى ذلك عجز وتقصير النظام الانتخابي اللبناني، الذي يؤثر سلبا على النظام السياسي ويجعلها غير عادل بصلبه. وهناك عيبان رئيسيان في النظام الانتخابي، هما نظام القائمة الانتخابية وطريقة انشاء المحافظات التشريعية. وقد اكدت الانتخابات البرلمانية الحرة نسبيا في يونيو عام 2005 والازمة السياسية الناجمة عنها، مرة اخرى، على ان السياسات الطائفية كانت موجودة في اصل العملية السياسية في لبنان. فالتغيير في لبنان، كما اشار احد علماء السياسة اللبنانيين بذكاء، كان يحدث ولا يزال- في سياق الاستمرارية المؤسساتية والدستورية. حاجز التعددية اما بالنسبة للاسلاميين الراديكاليين اللبنانيين، تحديدا، فان البنية المتعددة للحكم اللبناني كانت دوما مصدر احباط وعائقا امام تصوراتهم واهدافهم وطموحاتهم الاسلامية القصوى. فالنظام التعددي اللبناني ينكر اي جهود من قبل اي مجموعة لتنفيذ سياسات ذات تمثيل وطني ومفروض من قبل الدولة تكون ضمن خط طموحاتها ووجهة نظرها المجتمعية والايديولوجية. فمسألة فرض الشريعة (القانون الاسلامي) في لبنان كان وسيظل دوما مهمة مستحيلة، لانه ليست هناك من مجموعة قادرة على فرض حكمها من دون تعريض مجهود كهذا لخطر معارضة قوية، او من دون المعاناة من ارتدادات كبرى. بمعنى آخر، ليست هناك من مجموعة طائفية كبيرة وقوية كافية قادرة على احتكار السلطة، وليس هناك من مجموعة صغيرة كفاية- ولكن مهيمنة في المواقع الحكومية الاساسية و/ أو الجيش- لفرض حكم اقلية، تحريك موارد الدولة، والتخلص من المعارضة لضمان الخضوع الكامل لسلطة الحكومة. وكان حزب الله في الثمانينات مجبرا على تعديل طموحاته الثورية والاسلامية / الشيعية- تأسيس حكم اسلامي في لبنان على اساس ولاية الفقيه، عقيدة القائد الاعلى الايراني آية الله روح الله الخميني- بعدما تفهم الموقف مع وقائع لبنان العلماني والمتعددة الطوائف، فالتاريخ والجغرافيا في لبنان قدما آليات داخلية لتحييد الهيمنة الطائفية في المجتمع اللبناني، لانه لم تكن هناك من مجموعة، ولن تكون، قادرة على الاستمرار في السلطة مدة كافية لشرعنة سلطة مجتمعية حقيقية. وفي هذه الاثناء، كان من الواجب على اي فهم واضح وشفاف لجذور واسباب القتالية الاسلامية في لبنان ان يتضمن تفسيرا للكيفية التي اثرت بها البيئة الخارجية المهيمنة على نهوضها ونموها، باختصار، ان ظهور الحركات المسلحة الاسلامية في الشرق الاوسط كان مترافقا، وبشكل ليس صدفة، مع ازمة هوية عامة في المجتمع الاسلامي- العربي ومع الشعور المشترك بالاذلال والخضوع نتيجة للهزائم العسكرية العربية المتلاحقة للعرب امام اسرائيل. اما في لبنان فقد تعززت ظروف ازمة كهذه بسبب 15 عاما من الحرب الأهلية (1975-1990) التي يعود السبب الاكبر فيها الى معارضة اليمين المسيحي لليسار الاسلامي، والاكثر وضوحا بسبب الغزو الاسرائيلي والاحتلال الذي اعقبه لمدة للجزء الجنوبي من البلاد لمدة 18 عاما (1982-2000). اما اليوم فلا تزال الحالة في لبنان متأثرة بشدة بالمحيط الاقليمي العنيف الذي يحتشد فيه الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني والحرب الطائفية الدموية في العراق التي تقحم المسلمين السنة والشيعة فيها. طرابلس موطن التأسيس من خلال اجراء مسح لتاريخ السلفية والجهادية السلفية في لبنان، يمكن القول انها ظهرت وتطورت بشكل رئيسي في طرابلس، العرقوب، مجدل عنجر، قارون وصيدا. كانت طرابلس المدينة الأولى في تقديم الايديولوجية السلفية الى لبنان، فالسلفيون في طرابلس، بحسب ما يقول الشيخ خالد (وهو سني لبناني عمره 72 عاما)، نمت نتيجة ظروف الحياة البائسة التي تراكمت على مدى السنوات، ونتيجة تزايد المنتسبين وسط ’الشارع السني’. فبالنسبة لأهالي طرابلس، أكد الشيخ خالد ’بدا الإسلام (أو تفسير محدد له) الجواب على مشاكلهم’. أما بالنسبة لل 50 عاما الماضية، فقد كانت ثاني اكبر مدينة لبنانية تشهد انحدارا سريعا وحادا في ثرواتها الرومانية، العثمانية والإسلامية القديمة، ف’جوهرة الشرق’ السابقة، كما كان اللبنانيون والعرب يدعونها، هي الآن مرتبطة بشكل مخز ومخجل بالانحدار الاقتصادي، والصناعي والتجاري، مقابل ارتفاع نسبة البطالة، والافتقار الى مشاريع التطوير وامتداد رقعة الفقر’. وغالبا ما شعرت مجتمعات طرابلس بالتجاهل سياسيا واقتصاديا، حتى خلال فترات جاء فيها رؤساء حكومات لبنان من هذه المدينة. وكالجنوب، كانت طرابلس تعاني اهمال بيروت الكامل لها ومن سياسات التطوير الاقتصادي غير المنصفة. فالحياة السياسية في طرابلس هي في مستواها الأدنى، ومحصورة فقط ببعض الأنشطة الجارية في بيوت الوزراء او اعضاء البرلمان في عطل نهاية الأسبوع. فهناك حضور ضئيل للأحزاب السياسية، الرابطات المهنية الاتحادات التجارية. وبالنتيجة، تميل المساجد لأن تكون المؤسسات الأكثر نشاطا وتعبيرا. ويعتبر باب التبانة معقل السلفيين الاكبر في طرابلس، ويصدف ان يكون الحي الأفقر والأكثر احباطا في المدينة. ان طرابلس موطن لحركتين اسلاميتين مؤسستين بشكل جيد، وقد تمتعتا بعلاقات وثيقة مع المجتمع السلفي في لبنان وهما حركة التوحيد الاسلامي والجماعة الاسلامية. بعد انشائها 1979 - 1980 اي عقب ثورة الخميني، وتفعيلها في عام 1982 بعد الغزو الاسرائيلي للبنان مباشرة عملت حركة التوحيد كامتداد مؤسساتي وعسكري للشيخ سعيد شعبان الذي كان ذات مرة احد اشد القادة الاسلاميين السنة سحرا في لبنان (وعضوا سابقا في الجامعة الاسلامية). فايديولوجية سعيد شعبان انبثقت من ايديولوجية الشريعة التي بدونها لا يمكن لاي حكومة ان تكون شرعية وفي عامي 1983 - 1984 احكم مقاتلو شعبان المتحالفين مع رجال ميليشيا فتح سيطرتهم على طرابلس بالحاق الهزيمة بعدد من خصومهم الاسلاميين المحليين. لكن حركته، على كل حال، انشقت في ذروة قوتها في عام 1985 عندما انسحب خليل عكاوي وكنعان ناجي، رسميا، من المنظمة لتنظيم فئتهم المسلحة الخاصة بهم، والتي دعوها جند الله. ولوقف انتشار الجهادية الاسلامية في لبنان (وتحديدا في الشمال) دخل الجيش السوري طرابلس في خريف 1985 وسحق ميليشيا حركة التوحيد الاسلامي، رغم انه سمح للشيخ شعبان بالاحتفاظ بقيادة حركته. هذه الهزيمة لم تمنع عودة الظهور اللاحقة للميليشيا في بيروت وصيدا ومناطق اخرى في الجنوب اللبناني وفي عام ،1988 ضم محاربون فارون من الميليشيا قواهم الى حزب الله لمحاربة جيش لبنان الجنوبي والقوات الاسرائيلية في المنطقة التي اعلنتها اسرائيل ’منطقتها الامنية’ في الجنوب. يكن.. وكلمة السر ’اذهبوا للرجل’ اما الجماعة الاسلامية فهي مجموعة اسلامية سنية اصولية تأسست في عام 1964 من قبل اعضاء شبان في ’عباد الرحمن’ واصولها كما وثق ذلك نزار حمزة ترجع الى ذروة جهود جمال عبدالناصر لتحقيق الوحدة العربية في منتصف الستينات، وتؤمن الجماعة الاسلامية بتحقيق النظام الاسلامي في لبنان المبني على اساس قانون الشريعة وكفرع محلي يتبع عقائد الاخوان المسلمين. اما فتحي يكن، الذي ينسب اليه خطأ تأسيس الجماعة الاسلامية، فهو على كل حال بمنزلة الجد للجماعة والايديولوجي الرئيسي فيها. ففتحي يكن باحث اسلامي محنك وداعية اسلامي من طرابلس يبلغ من العمر 73 عاما، وهو شخصية اسلامية ساحرة ومؤثرة في لبنان والمنطقة. وكونه تلميذا تابعا للمفكر الاسلامي المصري الراديكالي سيد قطب، ومؤمنا بكتابات روسو، فولتير، ماركس - انجلز الثورية ومعجبا بالتعاليم الفلسفية لاسامة بن لادن وايمن الظواهري، رغم انه يختلف معهما في استراتيجيتهما العسكرية، فإنه يعارض الايديولوجية العلمانية والشيوعية ويعتبر الاسلام هو الاساس في النظام الاجتماعي - السياسي. ومن عام 2000 وحتى عام ،2005 حافظ يكن على عدم البروز كثيرا، محاولا اعادة التواصل مع اصدقائه الاسلاميين القدماء وتطوير علاقاته مع عدد من الحركات الاسلامية عبر المنطقة، اهمها الاخوان المسلمون السوريون والاتراك. اما اليوم، فيعتبر فتحي يكن الرابط المستقل للنظام السوري مع الاخوان المسلمين السوريين (او ما يعرف ب ’اذهبوا للرجل’ عندما تكون دمشق راغبة في التفاوض بشكل غير مباشر مع الاخوان المسلمين)، ليكون بذلك متمتعا ليس فقط بعلاقات طيبة مع دمشق، وانما بعلاقات ممتازة ايضا مع انقرة وطهران. وفي اغسطس ،2006 شكل يكن جبهة العمل الاسلامي، وهي منظمة (مظلة) تجمع تحتها جماعات ومنظمات سنية لبنانية كبرى في كل انحاء البلاد بهدف ’سد الثغرة الموجودة’، و’انشاء هيئة رسمية موثوق بها للسنة في لبنان’، والتي ’ستعمل بالتعاون مع هيئة رسمية موثوق بها اخرى’. ومن هذه الجماعات، هناك حركة التوحيد الاسلامي، مجموعة اسلام بلا حدود، بقيادة رمزي ديشوم، بالاضافة الى عدد من اعضاء الجماعات الاسلامية، مثل عبدالله الترياقي الذي انفصل عن القيادة واختار الانضمام الى صفوف يكن. معركة السيطرة على المساجد وما بين عامي 1995 و،1999 شهدت طرابلس نزاعا مخيفا بين الحركات الاسلامية الرئيسة ’ممثلة بحركة التوحيد الاسلامي، والجماعة الاسلامية، والاحباش’، للسيطرة على المساجد. فاطار المسجد وبنيته ظلا مركز التحرك الاساسي للسلفيين، ليس فقط من خلال خطب الجمعة، وانما من خلال الدروس الدينية ايضا التي يقدمها بعض المشايخ بانتظام الى الموالين لهم. وهذا وفر ل ’باسم كنج’، وهو شخص عائد من افغانستان، فرصة لتأسيس مجموعة جهادية سلفية معارضة لجوهر التوجهات الاسلامية في المدينة. وبسبب ميزة مكانته الثورية وقدراته القيادية، استطاع كنج حشد عدد مهم من المجندين وتابع عمله في تأسيس مخيم عسكري في الضنية، التي تبعد حوالي 50 كلم عن الجزء الشمالي - الشرقي في مدينة طرابلس والناس الذين جذبهم اليه كنج لا علاقة لهم كثيرا بالفكر الاسلامي. من خلال اتصالات مع الخريجين الافغان والداعمين لهم في بوسطن، تمكن كنج من مقابلة عدد من المغتربين اللبنانيين خليل عكاوي، الذي كان مثله يواصل دراساته التقنية في اميركا. وبعد زواجه من امرأة اميركية تحولت الى الاسلام، وترك كنج الولايات المتحدة في العام 1989. ومع الدعم اللوجستي من ’دائرة الخدمات للمتطوعين العرب’ الموجهة من قبل عبدالله عزام، سافر للمرة الاولى الى باكستان مع زوجته وابنته، ووضع عائلته في مدينة بشاور، على طول الحدود الافغانية - الباكستانية. وبعد جلسات تدريب عسكرية عديدة في باكستان، ذهب إلى محاربة القوات السوفيتية في افغانستان وطور علاقات وثيقة واخوية مع عد من رفاقه الدينيين. وفي عمر ال 25 عاما، تفاعل مع عدد من المتطوعين العرب الذين شكلوا لاحقا نواة مجموعة ’الضنية’. وخلال هذه الفترة، اجتمع كنج، على ما زعم، بأسامة بن لادن وايمن الظواهري. وقد جرح في القتال ضد السوفيت، وتم نقله في العام 19990 الى مستشفى بيشاور. إنشاء مخيمات التدريب وفي العام 1991، عاد بشكل مقتضب الى لبنان لنشر الرسالة التي تعلمها من اسامة بن لادن، وفي اولويات اجندته: اعادة الاتصال برفاق القتال في بيشاور وتأسيس شبكة جهادية سلفية في لبنان، وركز جهوده على احياء طرابلس الفقيرة ومخيم اللاجئين الفلسطينيين في عين الحلوة، حيث التقى احد رفاقه في بيشاور ويدعى احمد القسام، الذي كان هو نفسه يملك علاقات وثيقة مع المجموعات الجهادية السلفية الفلسطينية ’عصبة الانصار’ ووصلت علاقة كنج بصديقة الى نهاية مفاجئة عندما تم اعدام القسام ب24 مارس 1997 بسبب مشاركته في اغتيال زعيم الاحباش نزار الحلبي (كان القسام ناجحا بسبب ايهاب البنا الذي كان يعمل كصلة وصل بين كنج وعصبة الانصار) واستطاع كنج الاجتماع بأمير عصبة الانصار ابو محجن، وكذلك بمساعدة ابو عبيدة، المسؤول عن الجناح العسكري للمجموعة. وفي اوائل عام 1998 مضى كنج بتأسيسه مخيمات التدريب في منطقة الضنية مستفيدا من الخدمات اللوجستية للفلسطينيين الجهاديين السلفيين في عين الحلوة، وفي اقل من عام استطاع تجنيد اكثر من 200 شاب من الاحياء الشرقية المكتظة من المدينة القديمة: ابو سمرا، القبة وباب التبانة، وقد خرج كنج بقوة الى الاضواء عندما شنت مجموعته هجوما على الجيش اللبناني في الضنية في 31 ديسمبر ،1999 وبرغم ان ’التمرد’ فشل، وتم قتل معظم المسلحين فإن عصبة من الناجين (بمن فيهم احمد ميقاتي) فرت بواسطة زورق واتخذت ملجأ لها في عين الحلوة، وبعد يوم من الحادث، اندفع الصحافيون اللبنانيون والمعلقون السياسيون للقول إن الحادث في الضنية جاء كردة فعل من قبل المسلحين على مفاوضات السلام التي كانت قد بدأت قبل اسبوعين بين سوريا واسرائيل في واشنطن، واستنتج مراقبون آخرون أن هدف المسلحين كان تأسيس دولة اسلامية في طرابلس. العرقوب في اوائل السبعينات من القرن الماضي، أسس اثنان من الطلاب اللبنانيين الشبان من المنطقة الجنوبية حركة اسلامية دعيت لاحقا ب’حركة العرقوب السلفية’ وقد وصلت اولى اشارات النشاط السلفي الى بلدة شبعا (التي هي جزء من منطقة العرقوب) في اوائل الثمانينات من خلال احد ابنائها هو الشيخ قاسم عبدالله، الذي امضى معظم حياته كمهاجر في السعودية. ان التهجير البشري الضخم للعرقوب، عقب الغزو الاسرائيلي عام ،1982 ساعد السلفية على الانتشار الى المناطق المجاورة. وساعد انسحاب الجيش الاسرائيلي في 2000 كوادرها على معاودة الدخول الى العرقوب والبدء في الانخراط مع سكانه عن طريق البدء بمشاريع تطويرية وتوفير الخدمات الاجتماعية، الثقافية، الدينية، الصحية والتعليمية. وعلى المدخل القريب من البلدة، بنى المشايخ السلفيون مسجدا عملاقا اطلقوا عليه اسم مسجد ابو بكر الصديق، مستخدمين مساهمات خاصة واموالا من السعودية والامارات العربية المتحدة. وقد ازدهرت السلفية في العرقوب نتيجة عقود من الاهمال، الفقر وعدم التطور في المنطقة. فآثار القصف الاسرائيلي في السبعينات لا تزال حاضرة حتى اليوم. وتنضم الى هذا الاهمال ايضا سلة من المشاكل الضريبية والاجتماعية، بما فيها سوء استخدام السلطة الظاهر لعدد من رجال الدين. ان الحركة غير مركزية وتعمل، الى حد كبير، من خلال شبكات اجتماعية غير رسمية. كما انه من الصعب تحديد حجم الحركة بسبب طبيعتها السرية اولا. فأعضاؤها يدعون بأنهم لا يؤمنون بالارقام لأنهم يمثلون حركة ’فكرية’. والحركة تدعم حزب الله في نضاله العسكري ضد الاحتلال الاسرائيلي في مزارع شبعا، لكنها لا تشارك في القتال. وليس هناك، وهو ما يدعو للدهشة، من نشاط عسكري سري او علني لحزب الله في منطقة العرقوب، حيث توجد معركة مفتوحة مع القوات الاسرائيلية هناك. اما دور حركة العرقوب، فمحدود ب’تنوير’ المسلمين وتوفير الخدمات الاجتماعية للفقراء. السلفية والجهادية السلفية كان التعريف العملي المناسب للسلفية، في الجدل السياسي العالمي في مكافحة الإرهاب، صعب التعريف ومحيرا نوعا ما. وبالنتيجة كان عدد من الأكاديميين الغربيين والعرب مسؤولي الحكومات ميالين إلى ارتكاب خطأ مساواة السلفية مع الإرهاب والعنف الديني. فالسلفيون مسلمون سنة يؤمنون بأن تقليد سلوك الصحابة الذي يعتبر بالنسبة للسلفيين الصيغة الأنقى للإسلام - يجب أن يكون أساس النظام الاجتماعي. ويعتقد السلفيون انه بسبب تعلم السلف ’الأصحاب الأفاضل الأولين للنبي’ الإسلام مباشرة الذي تم إحداثه في الدين في سنوات لاحقة وانتهت، بحسب رؤيتهم، إلى تفسير محرف لطريقة الإسلام السوية وللانقسامات غير الطبيعية داخل المجتمع الإسلامي. إن السلفية، بذاتها ليست مرادفة للإرهاب ولا القتال كما تأتي بأشكال ودرجات مختلفة من التشدد وعلى الرغم من أن الواضح ان السلفيين صارمون عقائديا ويتبنون وجهة نظر فلسفية ثنوية للعالم ’فلسفة تقسم العالم إلى خير وشر، وتعتبر المادة شرا والعقل خيرا’، فإنهم ينكرون، وإلى حد كبير العنف كوسيلة للحصول على أهدافهم. ولا يعني ذلك بأنهم يرفضون سل السيف، وإنما يعني ان السلفيين يحتجون بالقول إن الضرورة الأولوية هي في نشر الإسلام من خلال الدعوة لتحقيق الشروط المجتمعية الصحيحة لتأسيس دولة إسلامية. وكما كان كوينتان ويكتورويتز قد أشار فإن هناك فرقا مهما بين ما يدعى بالسلفيين الإصلاحيين، الذين يعتقدون بالتحول الشخصي والمجتمعي من خلال التعليم ونشر الدعوة على نطاق واسع، وبين السلفيين ’الجهاديين’ مثل القاعدة، الذين يشددون على الضرورة الحتمية للعنف. فالسلفيون الجهاديون ’والمدعوون أيضا بالسلفيين الجدد’، هم شريحة مؤلفة من أقلية صغيرة موجودة في الفكر السلفي. وبصفتهم مسلمين سنة محاربين، فإن هذه الشريحة من الأتباع تعتقد ان الاستراتيجيات السلمية للانبعاث الإسلامي - الدعوة والإصلاحات السياسية - غير قابلة للحياة، وأن العنف والجهاد الهجومي فقط هو ما سيؤدي إلى تأسيس دولة إسلامية. فالمجاهدون السلفيون متأثرون بكتابات طارق الدين ابن تيمية (1263 - 1328 ) (على الرغم من أنهم يسيئون فهم معناها الحقيقي ويحرفونها)، ويتبعون أو يتعاطفون مع رؤية أسامة بن لادن في سعيه لتأسيس خلافة إسلامية وواجب طرد الغربيين وغير المسلمين من البلدان الإسلامية. وكقاعدة بن لادن، ظهر الجهاديون السلفيون كنتاح للحرب ضد الاحتلال السوفيتي لافغانستان ما بين عامي 1979 - 1989، وليست مصادفة ان يكون بين قادتهم عدد من الجنود الافغان المحنكين. واصبحت فتوى بن لادن ل ’الجبهة الاسلامية العالمية’، التي تصرح ب ’الجهاد ضد اليهود والصليبيين’، دلالة على الحركة الجهادية السلفية العالمية الجديدة، بالكامل. ففي هذه الوثيقة، يكون بن لادن قد وسع مفهومه السابق عن الجهاد من مفهوم دفاعي الى هجومي. وعلى الرغم من ارتباطهم بمشهد التمرد الاسلامي العالمي الاكبر، لا يزال الجهاديون السلفيون يستعرضون خصوصيات الاختلافات والسياقات المحلية، كما برهن تطورهم ونموهم داخل لبنان. فحوالي ثلثي الارهابيين الذين يشكلون قيادة القاعدة، بحسب وثائق ل’مارك سايغمان’، يأتون من مصر. والباقون من السعودية، الكويت، الاردن، العراق، السودان، ليبيا ومن لبنان الموضوع الخاضع لهذه الدراسة.

جذور الحركات في لبنان تعود جذور الجهادية السلفية في لبنان، فمعقدة بشكل هائل، ويمكن البحث فيها من خلال منظور لخليط قوي يعمل على ثلاثة مستويات: المحلي، النظامي المنهجي والفردي. فعلى المستوى المحلي، يمكن الرجوع بظهور الايديولوجية الاسلامية الراديكالية والمسلحة الى القصور والعجز التاريخي للنظام الاجتماعي - السياسي اللبناني، باختصار، عندما حقق لبنان استقلاله عن فرنسا في عام 1943، ابتدعت اثنتان من النخب السياسية اللبنانية الشعبية ’الميثاق الوطني’. وتعهد الميثاق الوطني، الاتفاق الشفهي المصاغ بعناية، بان يتخلى مسيحيو لبنان عن الحماية الاوروبية وكل المعاهدات العسكرية مع القوى الغربية، بينما وافق المسلمون على وضع اي اهداف وغايات عربية جانبا والقبول بحدود لبنان الجغرافية الموجودة. بالاضافة الى ذلك، فقد ادخل صناع الميثاق النزاع الطائفي في النظام السياسي عندما اعادوا التأكيد على ان يكون رؤساء لبنان في المستقبل من المسيحيين الموارنة، ورؤساء الوزراء من المسلمين السنة ورؤساء المجلس النيابي من المسلمين الشيعة. كما نصوا على ان تكون تعيينات الخدمة المدنية وتمويل القرارات على اساس طائفي. اما الميثاق الوطني اللبناني المكمل لدستور 1926، فقد وضع من قبل الفرنسيين بالتواصل مع قضاة لبنانيين. وكان من بين اهم بنود الدستور ان تكون المجموعات الطائفية في لبنان ممثلة بشكل حصصي في البرلمان. وقبل عام 1975، كانت اتفاقيات تقاسم السلطة في لبنان تلقى المديح من قبل كثيرين بسبب قدرتها على حفظ ديموقراطية محدودة والمحافظة على النظام المدني في مجتمع حديث منقسم بعمق وموجود في منطقة متسمة بالاضطراب. وادرك آخرون، على كل حال، وبشكل صحيح، الطرح الضعيف الذي تم عليه بناء الاجماع السياسي للنظام.

* الاول من مركز ’صبان’ لسياسة الشرق الاوسط والثاني من مركز ’التهديد اللامتوازن’ ستوكهولم

Counter